طلبت نيجيريا من قادة بلدان غرب افريقيا المجتمعين الجمعة في قمة استثنائية في ابوجا لبحث ازمة ساحل العاج، استبعاد اي تسوية مع لوران غباغبو والمطالبة بتنحيه عن الرئاسة. وقال وزير الخارجية النيجيري اودين اجوموغوبيا قبل افتتاح قمة قادة دول المجموعة الاقتصادية لبلدان غرب افريقيا (سيدياو) لوكالة فرانس برس "ان موضوع التسوية ليس مطروحا على جدول الاعمال" وعلى غباغبو ان يتنحى عن السلطة. واوضح الوزير النيجيري الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجموعة ان تشكيل "شيء شبيه بحكومة وحدة وطنية كتلك الموجودة في كينيا او زيمبابوي لن يطرح للنقاش". وسيكون على المجموعة التي كانت جمدت عضوية ساحل العاج خلال قمة سابقة في 7 كانون الاول/ديسمبر واعترفت بالحسن وتارا باعتباره فائزا في الانتخابات الرئاسية بساحل العاج في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، ان تبحث هذه المرة "كيف تساهم في استقرار الوضع" في ساحل العاج، بحسب المتحدث باسم المجموعة صاني ايغوه. ويتوقع ان تركز القمة على بحث عقوبات محتملة ضد نظام غباغبو وتعزيز محتمل، تم التباحث بشأنه مع واشنطن، لعديد قوة الاممالمتحدة في ساحل العاج. ويبلغ عديد هذه القوة حاليا تسعة آلاف عسكري تدعمهم قوة ليكورن الفرنسية وقوامها 900 عسكري. وكان غباغبو طلب رحيل القوتين. في الاثناء اعلنت وزارة الدفاع الهولندية اليوم ان بارجة امداد تابعة للبحرية ستكون قبالة ساحل العاج مع نهاية العام الحالي لامداد سفن فرنسية بالمؤن والمحروقات. واوضحت الوزارة ان بارجة امستردام وطاقمها المكون من 172 رجلا التي كانت في طريق العودة من مهمة لمكافحة القرصنة، اعيدت ادراجها وهي في طريقها الى ساحل العاج. وكانت الخارجية الهولندية اعلنت في وقت سابق ان الحكومة الفرنسية طلبت مساعدة هولندا "في اطار دور فرنسا كمنسق لحماية المدنيين من البلدان الاعضاء في الاتحاد الاوروبي من الاضطرابات في ساحل العاج". واعرب باتريك اشي المتحدث باسم حكومة وتارا الذي كان رئيس وزرائه غيوم سورو طلب الاربعاء "اللجوء الى القوة"، عن الامل في ان تدعم قمة المجموعة الخيار العسكري بهدف طرد غباغبو من السلطة. وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية ميشيل اليو ماري انه لا يزال بامكان غباغبو ان يحظى ب "رحيل مشرف تماما" عن السلطة. غير انها اضافت انه "كلما طال الوقت اكثر وزادت التجاوزات والعنف، كلما ابتعد افق تحقيق هذا الخيار". وجددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون نداءها لغباغبو للتخلي "فورا" عن الحكم. بيد ان غباغبو ومعاونيه الذين يخضعون لعقوبات غربية، صموا آذانهم عن الدعوات المتكررة للتنحي عن السلطة وخصوصا مع اتهام قوات الجيش والامن التي تدعمهم بارتكاب تجاوزات. ودعا غباغبو الى الحوار الامر الذي رفضه وتارا وكذلك نيجيريا الجمعة. وتبنى مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة الخميس قرارا يندد ب "الفظاعات" المقترفة بعد الانتخابات الرئاسية التي اوقعت، بحسب الاممالمتحدة، 173 قتيلا بين 16 و21 كانون الاول/ديسمبر. وطلب سورو ان ترسل المحكمة الجنائية الدولية مهمة تحقيق في هذه الجرائم. ودعت فرنسا الجمعة غداة تبني هذا القرار الى "الوقف الفوري" لانتهاكات حقوق الانسان في ساحل العاج. وتعقد قمة ابوجا غداة اتخاذ الاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب افريقيا قرارا له انعكاسات مؤثرة على غباغبو. وقررت الدول السبع الاعضاء في هذا الاتحاد في اجتماع في بيساو ان الحسن وتارا "الرئيس الشرعي المنتخب لساحل العاج" هو الجهة الوحيدة المخولة باسم بلاده اتخاذ "قرارات تتعلق بسير الاتحاد" والبنك المركزي لدول غرب افريقيا. ولدى اتصال وكالة فرانس برس به لم يشأ باسكال افي نغيسان رئيس حزب غباغبو التعليق على القرار وقال انه لم يتلق بعد بيان الاتحاد النقدي. ويشكل هذا القرار النصر الثاني الذي يحققه وتارا في يومين وذلك بعد اعتراف الاممالمتحدة الاربعاء بيوسف بامبا السفير الذي عينه ممثلا لساحل العاج في المنظمة الاممية. وفي ابيدجان بدا الاهالي الجمعة اكثر اهتماما بالتحضير لعيد الميلاد. وتدفق العديد من الزبائن على المحال التجارية. وقال مدير في سوبارماركت بلاتو في حي الاعمال "هناك اقبال على الهدايا والملابس والمواد الغذائية. انه الاقبال ذاته الذي شهدناه العام الماضي".