اسلام اباد (رويترز) - نشرت باكستان عشرات الالاف من قوات الامن والشرطة استعدادا لاحياء ذكرى عاشوراء التي قد تكون اختبارا أمنيا صعبا للسلطات التي تحاول جهدها لاحتواء عنف المتشددين. وسيكون الكثيرون من الاقلية الشيعية الباكستانية التي تمثل 15 في المئة من السكان عرضة لخطر التفجيرات الانتحارية حين يتجمعون بأعداد كبيرة يوم الجمعة لاحياء ذكرى عاشوراء. ومما يبرز قلق السلطات تجري قوات الامن تدريبات افتراضية على حمل الناس على محفات ويبث التلفزيون هذه التدريبات على الهواء. ويقول مسؤولون ان جنود الجيش سيكونون على أهبة الاستعداد. وقال مسؤول أمني كبير ان يوم عاشوراء "سيسوده توتر شديد. هناك خطر محاولة ارهابيين مهاجمة المواكب. نتخذ كل الاجراءات الممكنة لتجنب ذلك." وعلى مدى عقود وقعت أعمال عنف متبادلة بين السنة والشيعة في باكستان. وتفاقم الصراع الطائفي بعد أن عزز متشددون سنة علاقاتهم مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان الباكستانية في أعقاب انضمام باكستان الى الحملة التي قادتها الولاياتالمتحدة على التشدد بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول. وتعيش الطائفتان في تناغم بوجه عام لكن حدة التوتر تتزايد خلال عاشوراء. وفي العام الماضي فجر انتحاري نفسه في موكب في ذكرى عاشوراء بمدينة كراتشي اكبر مدينة باكستانية مما أسفر عن مقتل 25 من المشاركين بالموكب. وتم نشر نحو 6500 شرطي في المدينة. وقتل 14 شخصا في بلدة هانجو بشمال غرب البلاد الاسبوع الماضي حين صدم انتحاري يقود جرارا محملا بالمتفجرات في مستشفى يملكه شيعة. وقال مريد حسين (50 عاما) وهو يرتدي الملابس السوداء "يتخذون كل هذه الاحتياطات كل عام لكنهم لم يستطيعوا السيطرة على الارهابيين. لا نستطيع أن نمكث في المنزل. يجب أن أؤدي واجباتي الدينية لهذا سأذهب للمشاركة في التجمع." ويجب أن يمر هو وابناؤه مثل غيرهم من جهاز الكشف عن المعادن في طريقهم الى مكان الاحتفال. وطوق أفراد قوات الامن والشرطة في عربات مدرعة الطرق المؤدية الى التجمع في وسط اسلام اباد. وقال اعجاز خان المسؤول الكبير بالشرطة في بيشاور المدينة الرئيسية بشمال غرب باكستان انه يجري نشر أربعة الاف شرطي تقريبا هناك تدعمهم قوات الامن. وقال لرويترز "قد يحاول الارهابيون اختراق الطوق الامني حول المدينة لكننا في حالة تأهب قصوى." وأضاف ان أجزاء من وسط المدينة ستغلق وأن المتاجر والاسواق الواقعة في مسارات الموكب أغلقت. وتم حظر الدراجات النارية التي يستخدمها منفذو التفجيرات احيانا لحين انتهاء الاحتفالات.