اطلق انصار المنشق الصيني ليو تشياوبو حائز جائزة نوبل للسلام للعام 2010 حملات اليوم الخميس عشية حفل تسليم الجائزة في غيابه وسط غضب الصين لمنحه اياها. وواصلت الصين انتقاداتها لمنح الجائزة للمنشق ليو الذي لن يتمكن من حضور الحفل وشددت على ان الغالبية الكبرى من دول العالم تعارض قرار تسليم الجائزة لرجل يعتبر مجرما. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية جيانغ يو للصحافيين "على اعضاء لجنة نوبل ان يقروا بانهم يشكلون اقلية. الشعب الصيني والغالبية الساحقة من الناس في العالم يعارضون ما يقومون به". الا ان رئيس لجنة نوبل النروجية ثوربيورن ياغلاند اكد الخميس ان اختيار المنشق ليو تشياوبو للحصول على جائزة نوبل للسلام لهذا العام ليس عملا "ضد" بكين. وصرح في مؤتمر صحافي يعقده في العادة حائز جائزة نوبل قبل حفل توزيع الجوائز "هذه ليست جائزة موجهة ضد الصين. انها لتكريم اشخاص في الصين". وقد حكم على ليو (54 عاما) في كانون الاول/ديسمبر 2009 بالسجن 11 عاما بتهم التخريب بعدما شارك في توقيع ميثاق 08 وهو عريضة جريئة تدعو الى اصلاح ديموقراطي في الصين. واقر ياغلاند انه وباقي اعضاء اللجنة الخمسة توقعوا "ردود فعل قاسية من السلطات الصينية"، الا انه قال انه مسرور لان العديد من الدول ستدعدم ليو. واضاف في معهد نوبل الذي اكتظ بالحضور وامتلأت ارجاؤه بزينة اعياد الميلاد "نحن مسرورون لان ثلثي البلاد التي لها سفارات في اوسلو ستحضر الحفل". وفي اشارة الى الكرسي الفارغ الذي كان من المفترض ان يشغله ليو الذي لا يزال مسجونا في الصين "انه رمز قوي يظهر ان هذه الجائزة منحت للشخص الذي يستحقها". وهددت الصين ب"عواقب" على الدول التي تبدي تاييدها للمنشق الصيني، الا ان مدير معهد نوبل غير لوندستاد اشار الى ان 45 سفارة قبلت الدعوة الى حضور الحفل من بينها دولتان كانتا رفضتا في السابق الدعوة وهما اوكرانيا والفيليبين. واضافة الى الصين، رفضت 18 دولة اخرى حضور الحفل وهي افغانستان والجزائر وكولومبيا وكوبا ومصر وايران والعراق وكازاخستان والمغرب وباكستان وروسيا والسعودية وسريلانكا والسودان وتونس وفنزويلا وفيتنام. وقال لوندستاد "نعتقد ان الارجنتين ستحضر الحفل او على الاقل ستكون ممثلة بسفيرها". وفي واشنطن، اشاد مجلس النواب الاميركي الاربعاء بالمنشق الصيني، ودعا السلطات الصينية الى الافراج عنه فورا وذلك في قرار غير ملزم تبناه بغالبية 402 صوت مقابل صوت واحد. واشاد النواب في هذا القرار بمعركة تشياوبو من اجل "الاصلاحات الديموقراطية في الصين وكذلك بالشجاعة التي يتحلى بها خلال اعتقاله". وردت جيانغ بالقول ان "الصين تعبر عن معارضتها الشديدة". واضافت "نحث النواب الاميركيين المعنيين على تغيير موقفهم المتغطرس وغير العقلاني واظهار الاحترام الذي يستحقه اللشعب الصيني وسيادة النظام القضائي في الصين". ومن غير المتوقع ان يحضر اي ممثل عن المنشق الصيني لتسلم الجائزة التي منحت الى تشياوبو في تشرين الاول/اكتوبر تتويجا "لمعركة طويلة وغير عنيفة من اجل حقوق الانسان الاساسية في الصين". وقال امين عام الفرع النروجي لمنظمة العفو الدولية جون بيدر ايغينايس لوكالة فرانس برس "نعلم ان السفارة الصينية اتخذت مبادرة تنظيم تظاهرات مضادة وانها تمارس ضغوطا على الصينيين في اوسلو لكي يشاركوا فيها". من ناحية اخرى، تجمع نحو 100 شخص من منظمة العفو الدولية امام السفارة الصينية في اوسلو بعد ظهر الخميس وحاولوا تسليم عريضة دعما لليو. الا ان البوابة الحديدية للسفارة وجميع نوافذها بقيت مغلقة. وقال رئيس مكتب منظمة العفو الدولية في النروج جون بيدر ايغينايس لوكالة فرانس برس ان نحو 100 الف شخص معظمهم من اوروبا والولايات المتحدة وقعوا على العريضة. وبعد تعذر تسليم الوثائق للسفارة الصينية، قامت مجموعة منظمة العفو بوضع الوثائق على باب السفارة. واتهمت منظمة العفو الدولية ومعهد نوبل بكين بالضغط على السكان من اصل صيني الذين يعيشون في اوسلو للاحتجاج ضد ليو. ولن تحضر زوجة المنشق ليو تشيا الحفل نظرا لخضوعها للاقامة الجبرية منذ الاعلان عن فوز زوجها بالجائزة في الثامن من تشرين الاول/اكتوبر. وخلال 109 اعوام من تاريخ جائزة نوبل للسلام، ستكون هذه المرة الثانية التي لا يمكن فيها تسليم الجائزة لفائز او ممثل عنه. وتعود المرة الاولى الى 1936 ابان حقبة المانيا النازية حين لم يتمكن داعية السلام كارل فون اوسييتزكي من مغادرة البلاد لتسلم جائزته التي فاز بها في 1935.