دعى الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA)، بالتعاون مع حكومتي اليابان وماليزيا وعدد من أبرز شركاء صناعة الطيران، إلى تعزيز التعاون الدولي بشأن العمل المناخي، وذلك في بيان مشترك صدر خلال مؤتمر الأطراف COP30 لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وأكدت الإياتا أهمية الالتزام بقيادة منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) باعتبارها الجهة العالمية الوحيدة المختصة بتنظيم انبعاثات الطيران الدولي، محذرًا من اعتماد سياسات مجزّأة أو أحادية الجانب قد تُضعف قدرة القطاع على تحقيق هدف الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وشدد الموقعون على أن الحلول الموحدة داخل إطار الإيكاو تمثل الطريق الأكثر فاعلية لخفض الانبعاثات وضمان تمويل مناخي مستدام. وسلط الضوء على الدور الحاسم ل أسواق الكربون العالمية في دعم تمويل مشاريع خفض الانبعاثات، خاصة في الدول النامية، وذلك ضمن إطار خارطة طريق باكو-بيليم التي تتصدر أجندة مؤتمر الأطراف. وقال ويلي والش المدير العام للاتحاد الدولي للنقل الجوي: "إن الضرائب والرسوم المجزّأة لن تخفّض الانبعاثات. بل ستستنزف الموارد المخصصة للاستثمار في حلول حقيقية لخفض الكربون، وتضر بالربط الجوي والاقتصادات التي تعتمد عليه." وعن أبرز محاور البيان المشترك: 1- تعزيز دور منظمة الإيكاو في قيادة العمل المناخي للطيران حيث ان الإيكاو، المنشأة بموجب اتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ وبروتوكول كيوتو، هي الجهة الوحيدة المخولة بوضع وتنفيذ سياسات خفض انبعاثات الطيران الدولي. وطالب الحكومات بدعم سلطتها وتجنب تكرار الآليات في مسارات أخرى. 2- دعم تنفيذ خطة "كورسيا" لخفض وتعويض الكربون ودعا الموقعون جميع الدول إلى الالتزام الكامل بتنفيذ خطة كورسيا، التي وافقت عليها 193 دولة عضو في الإيكاو. وخلال مرحلتها الأولى (2024–2026)، من المتوقع أن تشتري شركات الطيران أكثر من 200 مليون رصيد كربون بقيمة تتراوح بين 4 و5 مليارات دولار. وقد يرتفع هذا الرقم ليصل إلى ملياري رصيد بحلول 2035، ما يوفر تمويلًا ضخمًا لمشاريع خفض الانبعاثات عالية الجودة، خصوصًا في الدول النامية. 3- التنفيذ العاجل للمادة السادسة من اتفاق باريس حثّ البيان الدول على إصدار خطابات التفويض اللازمة وتفعيل المادة السادسة لتمكين إصدار وحدات الانبعاثات المؤهلة لكورسيا، باعتبارها خطوة ضرورية لجذب التمويل المناخي وتعزيز التنمية المستدامة عالميًا. 4- التحذير من الضرائب المناخية غير الفعّالة حيث نبّه البيان إلى أن ضرائب التذاكر والرسوم المفروضة على شركات الطيران لا تمثل حلولًا مناخية حقيقية، بل قد تحد من قدرة القطاع على الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة وتضر بالاقتصادات النامية والدول الجزرية الصغيرة. ويؤكد أن مستقبل الطيران المستدام يعتمد على تكاتف عالمي حقيقي، يقوده إطار تنظيمي موحد تحت مظلة الإيكاو، بعيدًا عن السياسات المنفردة التي قد تُقوّض جهود مكافحة تغير المناخ.