بيشاور (باكستان) (رويترز) - قتل مهاجمان انتحاريان من عناصر حركة طالبان فيما يبدو 40 شخصا على الاقل في هجوم على مجمع يضم مكتب مسؤول حكومي كبير في شمال غرب باكستان يوم الاثنين الامر مما يشير لمدى قدرة المتشددين على ضرب أهداف مهمة في تحد للعمليات التي يشنها الجيش الباكستاني. وقال أمجد علي خان أكبر مسؤول حكومي في منطقة مهمند والذي يبدو انه كان المستهدف من وراء الهجوم "كانا مهاجمين اثنين. كانا مترجلين. الاول فجر نفسه داخل مكتب أحد نوابي بينما أطلق الثاني متفجرات حين أمسك به الحراس." وقال الجيش الباكستاني ان هجماته أضعفت متشددي طالبان الباكستانية الذين يرتبطون بصلات بتنظيم القاعدة ويحاولون زعزعة استقرار الحكومة التي تدعمها الولاياتالمتحدة. لكنهم عادة ما يختبئون خلال الهجمات على معاقلهم كي يدبروا لعمليات في أماكن أخرى أو انتظارا للعودة. وقال محمود شاه الرئيس السابق للعمايات الامنية في منطقة القبائل الباكستانية وهي معقل بعض أخطر الجماعات المتشددة في العالم "عندما تمارس ضغطا عليهم يهاجمون وهذه الظاهرة لن تنتهي في غضون أيام. سيضربون كلما توفرت لهم الفرصة." وشنت طالبان الباكستانية تفجيرات انتحارية في مسعى لزعزعة الحكومة المدعومة من واشنطن والتي تواجه طائفة من المشكلات من المتاعب الاقتصادية الى تنامي السخط حيال أزمة للطاقة. وأعلن عمر خالد المتحدث باسم طالبان مسؤولية الجماعة عن هجوم مهمند وذكر أنه جاء ردا على ما قال انه قرار اتخذته الحكومة الباكستانية مؤخرا بتسليم متشددين عرب الى الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول أمني كبير في المنطقة "دمرت الانفجارات الكثير من الغرف في المجمع وتشير تقاريرنا الى مقتل 40 واصابة كثيرين." وقال محمد جعفر أحد نواب خان انه وقت وقوع الهجوم كان خان يجري محادثات مع رجال قبائل بشأن الحاجة الى زيادة دعم الميليشيات التي تساعد الحكومة في قتال التمرد. وقال اشتياق أحمد الذي اصيب في الهجوم من مستشفى ببيشاور حيث يرقد لتلقي العلاج "دخلت المجمع. سمعت انفجارا. سقطت ثم نهضت ثم وقع انفجار اخر. "كان الناس يصرخون وأطلق بعض رجال الامن النار في الهواء. رأيت جثثا متفحمة." وفضلا عن صراعها ضد الجماعات المحلية من المتشددين تواجه اسلام اباد ضغوطا متزايدة من جانب واشنطن لتعقب مقاتلي حركة طالبان الافغانية الذين يعبرون الحدود الباكستانية لمهاجمة القوات الغربية المتمركزة في افغانستان. وقال السفير الامريكي لدى باكستان كاميرون مونتر ان هزيمة التشدد تستلزم أكثر من مجرد الحملات الامنية. وأضاف متحدثا لمجموعة من الصحفيين في مدينة كراتشي التي يقول مسؤولون ان متشددين يتمتعون فيها بمخابئ امنة ويستفيدون من شبكات التمويل "المسألة مسألة مؤسسات مدنية.. مسألة نمو اقتصادي.. مسألة جعل جميع عناصر المجتمع أقوى." وقال مسؤولو مستشفى ان 60 شخصا أصيبوا في هجوم مهمند وهي احدى أكثر المناطق القبلية التي ينعدم فيها القانون في شمال غرب باكستان. وعبر المسؤولون عن تخوفهم من ارتفاع أعداد الضحايا.