وافقت الدول الاعضاء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم الجمعة على خطة لتوريد الوقود النووي تدعمها الولاياتالمتحدة وتهدف لمنع انتشار القنابل الذرية مع سعي مزيد من الدول للحصول على الطاقة النووية وذلك برغم الشكوك لدى بعض الدول النامية. وكان تبني الخطة أولوية لادارة الرئيس باراك اوباما التي حددت لنفسها جدول اعمال طموحا لنزع السلاح النووي وجاء في وقت تواجه فيه معاهدة ستارت الجديدة لخفض الاسلحة الذرية مع روسيا مستقبلا مجهولا في مجلس الشيوخ الامريكي. وبموجب المشروع الذي تأخر طويلا والممول جزئيا من الملياردير الامريكي وارين بافيت ستدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية احتياطيا من اليورانيوم منخفض التخصيب يمكن للدول اللجوء اليه اذا انقطعت امداداتها الدورية. ويقول مؤيدون للخطة انها يمكن أن تساعد في سد الطلب المتزايد من عشرات الدول - بعضها في الشرق الاوسط - على المساعدات الفنية على بدء برامج للطاقة النووية دون زيادة مخاطر انتشار الاسلحة النووية. وقال مندوب الولاياتالمتحدة لدى الوكالة جلين ديفيز ان بنك الوقود هو "خطوة مهمة للغاية في رؤية (اوباما) لاخلاء العالم من الاسلحة النووية." وأضاف للصحفيين بعد موافقة مجلس محافظي الوكالة المؤلف من 35 دولة على الخطة - التي أقرت بأغلبية 28 عضوا مع امتناع ستة عن التصويت وغياب واحد - أن ذلك سيساعد الدول في "الحصول على الطاقة النووية للاغراض السلمية". ويمكن تخصيب اليورانيوم المطلوب لتشغيل المفاعلات النووية الى مستويات اعلى لتوفير مواد يمكن استخدامها في صنع أسلحة نووية مما يجعل تكنولوجيا دورة هذا الوقود ذات حساسية خاصة. وساهم البرنامج الايراني لتخصيب اليورانيوم - والذي يشتبه الغرب في أن هدفه تطوير اسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران - في أن تحتل الفكرة موقعا متقدما على جدول الاعمال بعد عقود من التأجيل. لكن بعض الدول النامية تخشى من أن يحد ذلك من حقها في ممارسة سيادتها على قدرات طاقة نووية رغم نفي الدبلوماسيين الغربيين لذلك. وأثارت تلك الدول عددا من القضايا الفنية والاقتصادية خلال المناقشة قائلة ان هناك حاجة لمزيد من العمل بشأن الخطة. وينص الاقتراح الذي قدمه المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي بانشاء بنك للوقود ريما يكون مقره قازاخستان على شراء 60 الى 80 طنا من اليورانيوم منخفض التخصيب باستخدام 150 مليون دولار تبرعات من الدول الاعضاء ودول أخرى وعرضها على الدول بسعر السوق. ويهدف الاقتراح من وراء توفير تلك الامدادات من الوقود النووي الى مساعدة الدول في تطوير برامج للطاقة النووية السلمية دون حاجة لتطوير قدرات خاصة لتخصيب اليورانيوم. ولن تتمكن الدول التي تخضع للتحقيقات من قبل الوكالة بسبب الارتياب في انشتطها النووية - وهي حاليا ايران وسوريا - من الاستفادة من هذا الاحتياطي. وسيكون للمدير العام للوكالة القول الفصل في تحديد من يمكنه الاستفاده منه. وتعهدت مبادة مكافحة التهديد النووي وهي منظمة أمريكية غير حكومية بتقديم مبلغ 50 مليون دولار للمساعدة في انشاء البنك وسيقدم هذا المبلع الملياردير الامريكي بافيت أحد انجح مستثمري العالم والذي تبرع بجزء كبير من ثروته للاعمال الخيرية. ويتوقع بعض المحللين نقصا في اليورانيوم في عام 2013 نتيجة تزايد الطلب من الصين والهند ودول أخرى.