دعي الاف الايرلنديين الى التظاهر ظهر السبت تعبيرا عن امتعاضهم من خطة تقشف قاسية تسعى اليها دبلن واعتبرت شرطا ملزما لبرنامج مساعدة واسع النطاق يقدمه الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي. وتتوقع الشرطة الايرلندية مشاركة حوالى 50 الف شخص في التظاهرة لكن اتحاد اي سي تي يو النقابي الاكبر في البلاد الذي ينظم المسيرة رفض الادلاء باي توقعات. غير ان المتحدث باسم الاتحاد مكدارا دويل قال لفرانس برس "سبق ان جمعنا 250 الف شخص مرتين في السنوات الاخيرة". وتابع "مقارنة بدول كفرنسا والمملكة المتحدة فان هذا الرقم يوازي الملايين". وتسعى النقابات الى التعبئة ضد خطة تقشف تعتبرها "اعلان حرب على العمال الاقل اجرا" بحسب جاك اوكونور رئيس نقابة سيبتو وهي اهم نقابة ايرلندية. وتقضي اجراءات التقشف التي اعلن عنها الاربعاء بتوفير 15 مليار يورو عبر تقليص النفقات وزيادة الضرائب حتى العام 2014 بما يتطلب تضحيات كبرى من المواطنين. كما ستقلص المساعدات العائلية ورواتب التقاعد العائدة للموظفين والحد الادنى للاجور، فيما ستلغى حوالى 25 الف وظيفة رسمية. وترمي الخطة الى خفض العجز العام الايرلندي الى نسبة 3% من اجمالي الناتج الداخلي مقارنة بنسبة 32% الحالية. وتشكل خطة التقشف شرطا الزاميا للاستفادة من خطة انقاذ الاتحاد الاوروبي وصندوق النقد الدولي والتي ترمي الى مساعدة ايرلندا المثقلة بالديون. ومن المتوقع الاعلان عن المساعدة الدولية التي تبلغ قيمتها 85 مليار يورو مع افتتاح الاسواق الاثنين مبدئيا. وذكرت وسائل الاعلام المحلية ان دبلن قد تسدد هذا القرض بفائدة قدرها 6,7 بالمئة وهي اكبر من تلك التي فرضت على المساعدة التي منحت لليونان الربيع الماضي وبلغت 5,2 بالمئة، الامر الذي يضاعف النقمة الشعبية. وعنونت صحيفة ايريش صن "نحن ندفع اكثر من اليونانيين" فيما قالت ايريش اندبندنت "نسبة فائدة عقابية". وقال رئيس اكبر نقابة للمهندسين في البلاد ايمن دويل "بات على العمال العاديين دفع المال الى مصرفيين ووسطاء وسياسيين فاسدين". وستحاول النقابات اللعب على الوتر الوطني لا سيما بعد الطلب "المذل" للحصول على مساعدة خارجية. وستنتهي التظاهرة امام مقر البريد الشهير الذي شهد عام 1916 تلاوة اعلان الاستقلال. ولكن ينبغي تجاوز عراقيل عدة لتعبئة الحشود، من بينها الثلج الذي انهمر صباح السبت على دبلن، ورضوخ عدد كبير من الايرلنديين الذين اعتبروا ان لا حل بديلا من التقشف، والخشية من تكرار اعمال العنف التي تخللت تظاهرة للطلاب قبل اسابيع. وانتشر مئات عناصر الشرطة معززين بمروحية استعدادا للمسيرة التي تنطلق عند الساعة 12,00 (بالتوقيتين المحلي وغرينتش). وتعرض وزراء اخيرا لتعديات ولطخ احدهم بطلاء احمر فيما تشبث ناخب مستاء بربطة عنق وزير اخر ودونت كلمة "خونة" على مقر عمل اخر. كما انعكس الاستياء العام في صناديق الاقتراع اذ شهد حزب فيانا فيل الحاكم خسارة مدوية في انتخابات محلية. واعتبرت ايريش صن ان تلك الانتخابات "استفتاء على خطة الانقاذ الدولية". وتبدو هذه الخسارة نذير شؤم بالنسبة الى الانتخابات المبكرة التي اضطرت الحكومة الى اعلانها في مطلع 2011 لتجنب انهيار الائتلاف الحاكم.