تصاعدت ثورة الأوروبيين ضد خطط التقشف، وشارك آلاف الأيرلنديين فى مسيرة احتجاجية نظمها المؤتمر الأيرلندي لنقابات العمال فى العاصمة دبلن السبت، ضد خطة التقشف القاسية المطلوبة من أجل برنامج الإنقاذ الذي تبلغ قيمته عدة مليارات، بتمويل من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، وقال مؤتمر نقابات العمال إن إجراءات التقشف ستقود البلاد نحو الفقر. واحتشد المحتجون على الأرصفة وسط العاصمة، قبيل توجههم إلى مكتب البريد العام الذي يعد رمزاً للسيادة الأيرلندية، حيث انطلقت منه شرارة انتفاضة عيد الفصح عام 1916، وقبيل خروج المسيرة قدر المراقب جون جيليجان عدد المتوقع مشاركتهم بنحو 60 ألف شخص، إلا أن تساقط الثلوج بشكل كثيف شرقي البلاد يمكن أن يقلص العدد. وتوقعت الشرطة في وقت سابق حدوث احتجاجات سلمية، إلا أنها أعلنت في الوقت نفسه استعدادها لمواجهة أية اضطرابات. وتسعى النقابات إلى التعبئة ضد خطة تقشف تعتبرها «إعلان حرب على العمال الأقل أجراً» بحسب جاك أوكونور، رئيس نقابة سيبتو، أهم نقابة أيرلندية، وتقضي إجراءات التقشف التي أعلن عنها الأربعاء الماضي، بتوفير 15 مليار يورو - 20 مليار دولار- عبر تقليص النفقات وزيادة الضرائب حتى عام 2014، بما يتطلب تضحيات كبرى من المواطنين، وتقليص المساعدات العائلية، ورواتب التقاعد، والحد الأدنى للأجور، وإلغاء حوالى 25 ألف وظيفة رسمية. في سياق متصل، احتشد العمال الإيطاليون في شوارع العاصمة روما السبت، في مسيرة ضخمة ضد خطة التقشف الحكومية، مهددين بالدعوة إلى إضراب عام جديد إذا لم تستجب الحكومة لمطالبهم، المتمثلة في تبني أجندة سياسية جديدة من أجل دعم قطاع العمل وتعزيز مستقبل الشباب. وفي النمسا، أكد ما يزيد على 110 منظمات مشاركتها في المظاهرة الكبرى التي كان مقرراً تنظيمها في وقت لاحق مساء السبت، في شوارع العاصمة فيينا، احتجاجاً على الإجراءات التقشفية الجديدة التي أعلنت عنها الحكومة ضمن بنود الميزانية للعام الجديد.
