جرايماوث (نيوزيلندا) (رويترز) تعثرت جهود انقاذ 29 عاملا محاصرين داخل منجم فحم في نيوزيلندا يوم الاثنين ولليوم الثالث على التوالي وسط مخاوف السلطات من تحول المنجم الى مستودع للغازات السامة القابلة للاشتعال. ومع طول انتظار اعطاء الضوء الاخضر لدخول المنجم تجلت علامات القلق على وجوه مسؤولي الانقاذ وهم يبلغون الصحفيين بأنه من غير المرجح الان السماح لفرق الانقاذ بالدخول قبل يوم الثلاثاء أي بعد أربعة أيام من حدوث انفجار داخل المنجم. ولاول مرة منذ وقوع الانفجار يوم الجمعة يتحدث مسؤولون صراحة عن احتمال فقد أرواح في الانفجار الذي يقول خبراء انه لابد وأن يكون قد أطلق كرة لهب داخل المنجم مخلفا مزيجا فتاكا من الغازات السامة. وقال قائد الشرطة جاري نوليز "نؤهب أنفسنا لفكرة فقد أرواح نتيجة ما حدث تحت الارض" مضيفا أن الشرطة تحاول ألا تفقد تفاؤلها. ولم يحدث اتصال بالعمال المحاصرين منذ الانفجار الذي وقع في منجم بايك ريفر الذي تم حفره أفقيا وسط سلسلة جبال في منطقة وعرة على الساحل الغربي لجزيرة ساوث أيلاند. ويقول مسؤولون ان العمال ربما يكونون قد عثروا على جيب من الهواء النقي وانهم ربما مكثوا فيه الى حين وصول العون لكن من غير الواضح في هذه الحالة ما اذا كان الماء والغذاء الذي حملوه معهم للاستعانة به خلال نوبة العمل يكفي لابقائهم على قيد الحياة. ومن المتوقع مرور 12 ساعة أخرى على الاقل قبل ظهور نتائج اختبارات لنوعية الهواء المأخوذ من حفرة جديدة بينما يجري اعداد انسان الي لدخول المنجم من الفتحة الرئيسية. ولا يمكن ادخال الانسان الالي مادام هناك خطر من أن تتسبب الكترونياته في انفجار اخر بالمنجم. وتتزايد مشاعر الغضب والاحباط من بطء عملية الانقاذ بينما تواجه السلطات سيلا من التساؤلات عن مدى استعدادات الامان داخل المناجم النيوزيلندية التي كان يعتقد أنها من أكثر مناجم العالم حرصا على اتباع اجراءات السلامة. وقال لوري درو الذي ينتظر بقلق أي معلومات عن ابنه زين (21 عاما) المحاصر داخل المنجم "الكل محبط.. الكل منزعج.. الكل متألم."