لندن (رويترز) - توصل علماء يوم الجمعة الى أن المصابين بحالات شديدة من حب الشباب يواجهون خطرا كبيرا للاقدام على الانتحار في دراسة ستؤجج جدلا حول أدوية علاج حب الشباب وما اذا كانت تغذي الميول الانتحارية. وقال علماء سويديون ان المصابين بحب الشباب يواجهون خطرا اضافيا يدفعهم الى الانتحار وذلك بعد عام من العلاج بمادة أيزوتريتنوين وهي النسخة الجينية من مستحضر الاكيوتين. ويوصي أطباء كثيرون بهذه المادة لعلاج حالات الاصابة الشديدة بحب الشباب. وقال العلماء "هناك تفسير أكثر احتمالا وهو أن حالات الاصابة الشديدة بحب الشباب قد تكون هي السبب وراء زيادة خطر الاقدام على الانتحار" لكنهم قالوا انهم لا يستطيعون استبعاد "ان يكون الدواء وراء ذلك." ومستحضر أكيوتين الذي ذكرت شركة روش السويسرية العام الماضي انها ستوقف بيعه بسبب منافسات العقاقير الارخص له تاريخ مثير للجدل منذ طرحه في الاسواق عام 1982 . وعلى الرغم من قوة الاكيوتين في علاج حب الشباب فقد تم الربط بينه وبين التسبب في عيوب خلقية للاجنة اذا استخدمته النساء الحوامل كما يعتقد أن له اثارا عقلية جانبية الا أن شركة روش تدافع بضراوة عن مزاعم تضرر أحد من المستحضر في هذا المجال. وحب الشباب مشكلة تتعلق بالبشرة ويعاني منها 80 في المئة من المراهقين. وعلى الرغم من أن معظم حالات الاصابة به متوسطة فان الحالات الاكثر شدة قد تشمل تشوهات وهي مشاكل حساسة في فئات عمرية أصبحت أكثر وعيا بشكلها. ويقول أطباء ان الايزوتريتنوين فعال في حالات الاصابة الشديدة بحب الشباب لكنهم أشاروا الى تقارير ربطت بينه وبين الاكتئاب والسلوك الانتحاري. وتباينت نتائج الدراسات العلمية في هذا الصدد. ودرس العالم السويدي اندريس ساندستروم وفريق من معهد كارولينسكا في السويد محاولات الانتحار قبل وأثناء وبعد استخدام الايزوتريتنوين لعلاج حالات الاصابة الشديدة بحب الشباب. وقام العلماء بتقييم بيانات 5756 شخصا عولجوا بالايزوتريتنوين بين عامي 1980 و1989 وربطوها بسجلات الخروج من المستشفيات وأسباب الوفاة بين عامي 1980 و2001 . وأفادت النتائج التي وردت في النشرة الطبية البريطانية بأن 128 مريضا دخلوا المستشفى بعد محاولتهم الانتحار كما توصلت الى أن عدد محاولات الانتحار ارتفع قبل بدء استخدام الايزوتريتنوين بما بين عام وثلاثة أعوام. ووصل خطر الاقدام على الانتحار الى أقصى حد له في غضون نحو ستة شهور من انتهاء العلاج. وذكر فريق ساندرستروم أن من المستحيل تحديد ما اذا كان الخطر المستمر للاقدام على الانتحار سببه على وجه الدقة "التطور الطبيعي لحالات الاصابة الشديدة بحب الشباب أم الاثر السلبي للعلاج."