واشنطن (رويترز) - غالب جون بينر دموعه يوم الثلاثاء حين تذكر كيف بدأ حياته السياسية قبل 20 عاما ليقترب الآن من أن يصبح رئيس مجلس النواب الأمريكي. ويميل بينر -الذي يسخر فنانو الكوميديا كثيرا من لون سمرته "البرتقالي" وينتقده خصومه بوصفه مدينا بالفضل للشركات الكبيرة- الى البكاء في اللحظات المهمة لكن تردد أنه غير راض عن نفسه بسبب ذلك. وبالتالي لا عجب في أن يطلق بينر الهاديء عادة العنان لمشاعره فتكاد تغلبه حين فكر في انه سيتولي منصبا من أقوى المناصب السياسية الامريكية. وقال بينر أمام حشد تجمع للاحتفال بفوز حزبه الجمهوري بالسيطرة على مجلس النواب من الديمقراطيين الذين ينتمي اليهم الرئيس باراك أوباما "بدأت بمسح الارضيات وخدمة الطاولات وتقديم المشروبات في مطعم والدي." وأضاف منفعلا "وضعت قلبي وروحي في مشروع صغير" ومضى يقول "وحين رأيت كيف فقدت واشنطن التواصل ... تقدمت ورشحت نفسي." ومن المرجح أن يصبح بينر - الذي انتخب لعضوية مجلس النواب للمرة الاولى عام 1990 وزعيم الجمهوريين منذ عام 2007 - رئيسا للمجلس حين يجتمع الكونجرس في يناير كانون الثاني. وسيضع هذا المنصب بينر في المرتبة الثانية في خلافة الرئيس الامريكي بعد نائب الرئيس وفي وضع يسمح له بكبح جماح جدول أعمال أوباما الليبرالي. ولا بأس بهذا بالنسبة لوول ستريت (حي المال والاعمال في نيويورك) التي تقدم الكثير من المساهمات لبينر وتعارض الكثير من اجراءات أوباما ومن بينها تشديد القواعد المنظمة للقطاع المالي التي يريد بينر الغاءها او على الاقل تقليصها. وقال كريس كروجر من (كابيتال كونسبت) وهي شركة خاصة ترصد الاوضاع في واشنطن من أجل المؤسسات الاستثمارية "الشارع متعطش لشخص له تجربة حقيقية في واشنطن وجون بينر يلائم هذا الغرض." وقال دان ريب من شركة برادلي وودز وشركاه في نيويورك وهو محلل اخر متخصص في شؤون الكونجرس "في حين أن بينر لا بأس به فانه ليس مبعث الهام." والمؤكد أن بينر ليس متحدثا موهوبا او صاحب كاريزما. لكنه مشرع بارع وسياسي قوي. تسلق سلم القيادة بسرعة بعد انضمامه لمجلس النواب. انزلق اثناء صراع على السلطة عام 1998 لكنه قفز وصعد من جديد. وخلال خطبه أثناء الحملة الانتخابية خص أوباما بينر بالذكر بوصفه واجهة العرقلة لدى الجمهوريين. ونجح بينر في الحفاظ على ترابط أعضاء حزبه في وجه اجراءات أوباما التي فرضها مجلس النواب الذي قاده الديمقراطيون في العامين الماضيين بما في ذلك الاصلاح التاريخي لنظام الرعاية الصحية وخطة لتحفيز الاقتصاد قيمتها 814 مليار دولار. ويصور أوباما بينر على أنه يتمتع بعلاقة وثيقة مع الشركات الكبيرة ويدعم السياسات التي دفعت الاقتصاد الامريكي الى الكساد في عهد الرئيس السابق جورج بوش. لكن بينر رد باتهام أوباما بدفع سياسات مالية فاشلة أسهمت في رفع معدل البطالة بالولايات المتحدة الى 9.6 في المئة. وتواصل بينر مع حركة حزب الشاي وهو ائتلاف فضفاض من جماعات من مختلف أرجاء البلاد قام بتنشيط الجمهوريين رغم انتقاده للحزبين. وقال كريس ليتلتون زعيم حزب الشاي في اوهايو وهي دائرة بينر الانتخابية انه التقى بالزعيم الجمهوري العام الماضي وانتقده هو وغيره من الجمهوريين لاسرافهم في الانفاق وتدخلهم الاتحادي في عهد ادارة بوش. وتذكر ليتلتون "انتقدناه بشدة... اعترف بارتكاب أخطاء." قال "ضللنا طريقنا. هو محق. ضلوا طريقهم." ولم يتضح بعد ما الذي يمكن أن يتفق عليه أوباما وبينر ان كان هناك شيء. لكن المواجهات بشأن الانفاق مؤكدة. وقال بينر انه يعتزم بذل كل ما في وسعه "أعني كل شيء" لالغاء اصلاح نظام الرعاية الصحية الذي أجراه أوباما وهو هدف رئيسي لحركة حزب الشاي. لكنهم قد يكونون مستعدين للحديث عن أمور أخرى مثل اتفاقات التجارة الحرة المعطلة منذ فترة طويلة واجراءات اعادة بناء الطرق وتشريع لتجديد مشروع قانون مهم للتعليم ساعد بينر في تمريره عام 2001 بدعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وتلقى بينر مكالمة من أوباما بعد انتخابات يوم الثلاثاء هنأه فيها. وقال مساعد جمهوري "ناقشا العمل معا للتركيز على أبرز الاولويات بالنسبة للشعب الامريكي التي حددها بينر بأنها توفير فرص عمل وخفض الانفاق." ونقل المساعد عن بينر قوله للرئيس "هذا ما يتوقعه (الشعب)."