اسلام اباد (رويترز) - قال شيوخ قبائل يوم الخميس ان طالبان تتفاوض مع قبيلة باكستانية في شمال غرب البلاد للتوصل لاتفاق سلام يمكن ان يسمح للمتشددين بالوصول الى مناطق استراتيجية نائية على الحدود الافغانية. ومن المرجح ان يثير الحديث اتفاق بين أعضاء شبكة حقاني -- وهي واحدة من أخطر فصائل طالبان -- وقبيلة توري في منطقة كورام قلق الولاياتالمتحدة التي تطالب باكستان باتخاذ اجراءات صارمة ضد المتشددين الذين يقاتلون القوات الغربية في أفغانستان. وقال ساجد حسين وهو عضو برلماني يشارك في المحادثات لرويترز "نجري محادثات لانهاء العنف والقتال في المنطقة. الناس أنهكهم القتال." وقتل مئات الاشخاص في الاشتباكات بين قبيلة توري وخصومها الذين تدعمهم طالبان في الشهور الاخيرة. ويمكن ان يؤدي مثل هذا الاتفاق الى رفع الحصار عن قبيلة توري والافراج عن افرادها الذين خطفهم المتشددون وحلفاؤهم. لكن مصادر قبلية قالت ان المتشددين سيطالبون على الارجح باستخدام طرق تمر عبر اراضي القبيلة الى الحدود الافغانية وان كان حسين قال ان طالبان لم تقدم بعد مثل هذا المطلب. وقال حسين "حتى اذا طلبوا ذلك فاننا لن نقبله." ومنطقة كورام واحدة من مناطق قبائل البشتون السبع في باكستان على الحدود الافغانية وهي منطقة تعتبر على نطاق واسع مقرا لمتشددي القاعدة وحلفائهم من انحاء العالم. وتعتبر هذه المنطقة جائزة استراتيجية كبرى اما لباكستان أو للمتشددين بل وللولايات المتحدة. فهي تقع في مواجهة أقاليم بكتيا وننكرهار وخوست في افغانستان وبجوار اقليم وزيرستان الشمالية القاعدة الرئيسية لشبكة حقاني في باكستان. وتقع باراشينار عاصمة الاقليم فوق جبال تمتد من تورا بورا التي هاجمتها قوات امريكية وأفغانية بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول بحثا عن اسامة بن لادن. لكن لم يعثر عليه ويعتقد انه يختبيء في مناطق الحدود الجبلية بين افغانستانوباكستان. وشنت قوات حلف شمال الاطلسي في أفغانستان غارة جوية عبر الحدود في كورام الشهر الماضي وقتلت اثنين من الجنود الباكستانيين بعد ان اعتقدت بطريق الخطأ انهم متشددون. ومنع افراد قبيلة توري متشددي طالبان من عبور اراضيهم ومنعت حقاني وفصائل اخرى من طالبان من الوصول بسهولة الى كابول. وردا على ذلك حاصرت طالبان اراضي قبيلة توري أكثر من عامين وعزلتها فعليا عن بقية باكستان وضربت حصارا على اراضيها. ويقول محللون ان الاتفاق المقترح في كورام علامة اخرى على تآكل سيطرة الحكومة الباكستانية على اراضي القبائل التي تفتقر للقانون وسيشجع المتشددين على تكثيف أعمال العنف في افغانستانوباكستان. وقال خادم حسين وهو خبير في الشؤون القبلية "هذا الاتفاق يعطي قوة كبيرة للمتشددين. ويبين ان قبيلة توري تتنازل عن بعض سلطاتها لشبكة حقاني. وهذا سيزيد قوتها." واعترضت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الغربيون والحكومة الافغانية ايضا في السابق على مثل هذه الاتفاقات مع متشددين التي يقولون انها أدت الى زيادة العنف في افغانستان. وتضغط واشنطن منذ فترة طويلة على باكستان للقيام بعملية كبيرة في وزيرستان الشمالية للقضاء على فصيل طالبان التابع لحقاني لكن اسلام اباد تتردد في القيام بذلك وتقول ان قواتها تقوم بمهام تفوق طاقتها. ويقول محللون ان اسلام اباد تنظر الى الجماعة التي لها صلة بالقاعدة على انها ورقة مساومة في أي تسوية للازمة الافغانية عندما ترحل القوات الاجنبية التي تقودها الولاياتالمتحدة عن البلاد.