بعد سبعة اشهر على بدء الحملة العسكرية في منطقة اوراكزاي القبلية يؤكد قادة الجيش الباكستاني ان المنطقة "نظيفة 100%"، لكن متمردي طالبان انكفأوا فقط الى المناطق المجاورة ولم يتم القضاء عليهم. ويرفرف العلم الباكستاني مجددا على التلال المطلة على قلعة كالايا الصغيرة. ولا يخفي الجنرال نادر زيب قائد ميليشيا "فرونتير سكاوتس" الاستطلاعية القبلية سروره امام الصحافيين داخل خيمة كبيرة حمراء وذهبية اقيمت للمناسبة. واكد الجنرال بفخر ان "تسعين بالمئة من اوراكزاي تم تنظيفه ولم يتبق سوى بعض الارهابيين في مأمونزاي في الشمال". الا ان مثل هذا الاعلان ليس جديدا. ففي حزيران/يونيو الماضي، اعلن الجيش تحرير اوراكزاي نهائيا من مقاتلي طالبان الا ان الحوادث تستمر فيها وفي ال"90% التي تم تنظيفها". وافاد مسؤولون محليون ان الثلاثاء اي يوم المؤتمر الصحافي للجيش هاجم متمردون موقعا عسكريا وقتلوا جنديا في تاندا على بعد ثلاثة كيلومترات. وعلى الورق يبدو الانتصار جميلا. فاوراكزاي الولاية الاكثر الى الوسط في المناطق القبلية على الحدود مع افغانستان معقل تنظيم القاعدة وحركة طالبان افغانستان. وقبل هجوم 23 اذار/مارس كانت الولاية منذ عامين تحت سيطرة حركة طالبان باكستان المسؤولة عن غالبية الهجمات الدامية التي تشهدها البلاد منذ اكثر من ثلاث سنوات. واضاف الجنرال زيب ان "الارهابيين اعدوا فيها لاعتداءات كبيرة. لن يعود بوسعهم القيام بذلك بعد الان". واكد انه تم تفكيك "العديد من معسكرات تدريب الارهابيين". لكن التحقق من ذلك مستحيل للصحافيين اذ يمنع عليهم مغادرة القاعدة العسكرية. وحتى الارقام التي اعطاها الجنرال زيب لا يمكن التحقق منها: 654 "ارهابيا" قتلوا و250 اوقفوا في مقابل 67 قتيلا من العسكريين و"عدد قليل جدا من الضحايا المدنيين". وقال بنبرة اعتزاز "انها هزيمة نكراء للارهابيين. لقد قصمنا ظهرهم". الا انه ولدى سؤاله حول الوقت الذي يحتاجه الجيش "لتنظيف" اوراكزاي نهائيا، جاء جوابه مبهما "بعض الوقت، اشهر ربما". وحتى اذا توصل الجيش الباكستاني الى ذلك، فان بامكانه منذ الان الاستعداد لمطاردة مقاتلي طالبان في المناطق القبلية المجاورة وهي علمية مستمرة منذ 2001 وبروز حركة طالبان اثر غزو افغانستان. واشار ضابط في كالايا الى ان حركة طالبان تمكنت من تجنديد اكثر من اربعة الاف مقاتل في اوراكزاي "بعد ان اشترت ولاء السكان المحليين". واضاف زيب انه بعد الهجوم الذي شارك فيه خمسة الاف عنصر عسكري ومن الميليشيات العسكرية "هرب غالبية مقاتلي طالبان ومن بينهم زعماء في الحركة الى منطقتي كورام وخيبر القبليتين المجاورتين". وقال الضابط ان حلفاءهم المحليين "اندمجوا مجددا بين السكان بانتظار رحيل الجيش". والجيش الباكستاني الذي تم تعبئته على عدد من الجبهات (المناطق القبلية والفيضانات والحدود الهندية وغيرها) لا يمكنه البقاء الى ما لا نهاية في اوراكزاي. وتحث الولاياتالمتحدة التي منحت باكستان مؤخرا مساعدة عسكرية جديدة قدرها ملياري دولار، على الهجوم على منطقة قبلية اخرى هي ولاية وزيرستان الشمالية معقل القاعدة والمعسكر الخلفي لحركة طالبان افغانستان. وعليه لن يحول شيء دون عودة المتمردين الى اوراكزاي. وقام الجيش بتشجيع تشكيل ميليشيات من سكان القرى كأحسن حل في الوقت الحالي. الا ان هذه الميليشيات بحاجة الى مساعدة. وقال حجي غولدار خان زعيم قبيلة في بلدة عثمان خيل المجاورة "لقد تعهدت الحكومة بتقديم السلاح لنا لكننا لم نحصل على شيء بعد. ومن دون سلاح لا يمكننا ان نصطاد عصافير حتى!".