اغلق سكان جنوب لبنان ذات الغالبية المسلمة الشيعية محالهم التجارية ومدارسهم ومكاتبهم يوم الخميس للترحيب بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قرب الحدود مع إسرائيل عدو طهران اللدود. وكان الرئيس الإيراني انتهز فرصة زيارته يوم الاربعاء ليطمئن الحكومة اللبنانية بأن بلاده ستقف بجانب بيروت في مواجهة ما سماه اعتداءات إسرائيل. ومن المقرر ان يتحدث أحمدي نجاد في بلدة بنت جبيل معقل حزب الله حليف إيران التي شهدت معارك ضارية بين الحزب الشيعي وإسرائيل خلال 34 يوما من الحرب في عام 2006 . ويعرب معظم الشيعة في لبنان عن امتنانهم للدعم الايراني لحزب الله والدعم الذي قدمته طهران لاعادة الاعمار منذ عام 2006 . وللكلمة التي سيلقيها احمدي نجاد في بنت جبيل على بعد اربعة كيلومترات من الحدود الشمالية لإسرائيل رمزية قوية ففي عام 2000 القى الامين العام لحزب الله حسن نصر الله خطاب النصر بعد يومين من انتهاء احتلال إسرائيلي في جنوب لبنان استمر 22 عاما. ورفعت الاعلام الإيرانية والملصقات على طول الطرق الرئيسية المؤدية إلى الجنوب حيث كتب على لافتة عملاقة عند مدخل بنت جبيل عبارة "اهلا وسهلا" باللغتين العربية والفارسية. كما كتب على احدى اللافتات عبارة "الجنوب يرحب بحامي المقاومة". واقلت الحافلات المئات من اللبنانيين من منطقة سهل البقاع وغيرها من قرى الجنوب إلى ملعب بنت جبيل حيث من المتوقع ان يجري الاحتفال. وقال حسين عياش (65 عاما) الذي جاء من قرية الخيام على بعد 30 كيلومترا من مكان الاحتفال "انا شاركت بملعب الراية (في احتفال بالضاحية الجنوبيةلبيروت امس) واشارك هنا لاظهار دعمي لهذا المناضل محمود أحمدي نجاد الذي ضمن وجودنا واعطى دعما غير محدود للمقاومة للوصول إلى التحرير." وقال الولاياتالمتحدة إن زيارة الرئيس الإيراني للبنان تبين أنه يواصل استخدام "اساليبه الاستفزازية" واثارت زيارة أحمدي نجاد قلق واشنطن التي تسعى لعزل إيران بسبب برنامجها النووي. وتقول واشنطن ان دعم إيران لمقاتلي حزب الله يقوض سيادة لبنان. وازعجت الزيارة ايضا الساسة المؤيدين للغرب في حكومة الوحدة الوطنية الهشة في لبنان الذين احتجوا على ان أحمدي نجاد يعامل بلدهم "كقاعدة إيرانية على البحر المتوسط". وفي رسالة يبدو أنها تهدف لتخفيف التوتر المستمر منذ شهور بين الساسة المؤيدين للغرب وجماعة حزب الله الشيعية قال أحمدي نجاد ان إيران تؤيد أن يكون لبنان قويا وموحدا. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك ان زيارة الرئيس الإيراني اظهرت كيف اصبح حزب الله يعتمد على طهران وان لبنان اصبح "اداة في ايدي الكيانات الاخرى". وقال أحمدي نجاد يوم الاربعاء في اجتماع حاشد نظمه حزب الله إن إسرائيل ستدفع ثمن اي عمل عدواني.