الجزائر (رويترز) - بدأت الجزائر يوم الاثنين تعيين مستشارين لمساعدتها في تأميم شركة الاتصالات المحلية جازي الامر الذي يلقي بظلال شك جديدة على مستقبل عرض فيمبلكوم الروسية البالغ 6.6 مليار دولار للاستحواذ على أوراسكوم تليكوم الشركة الام لجازي. كانت شركة فيمبلكوم الروسية تأمل في الاستحواذ على جازي - أكبر مصدر لايرادات أوراسكوم - ضمن الصفقة الا أن اعلان الجزائر يشير الى تضاؤل فرص ذلك. واذا مضت الجزائر قدما في تأميم جازي بالكامل فمن المرجح ألا يكون أمام فيمبلكوم سوى الانسحاب كلية من الصفقة أو تحمل مخاطرة اقناع الجزائر بدفع سعر السوق لشراء الوحدة. وقال اعلان نشر في جريدة المجاهد الرسمية للحكومة الجزائرية ان وزارة المالية تريد اختيار شريك لمساعدة الحكومة الجزائرية في عملية الاستحواذ على الوحدة الجزائرية لاوراسكوم المصرية على أن تقدم العروض في موعد أقصاه 24 نوفمبر تشرين الثاني وسيجري الاعلان عن الفائز في اليوم ذاته. ومن شأن الاتفاق بين فيمبلكوم ونجيب ساويرس رئيس مجلس الادارة التنفيذي لاوراسكوم تليكوم أن يتمخض عن خامس أكبر شركة للهاتف المحمول في العالم الا أن محللين يقولون ان الغموض بشأن الوحدة الجزائرية قد يؤدي الى فشل الصفقة. وقال داليبور فافروسكا محلل الاتصالات بالاسواق الناشئة لدى اي.ان.جي "لقاء مستشارين محتملين يقلل فرص التوصل لحل وسط (مع فيمبلكوم) .. اذا لم يحصل الروس (على جازي) فمن المتوقع أن يعيدوا دراسة موقفهم بشأن الصفقة بأكملها." وأحجمت متحدثة رسمية في مقر أوراسكوم تليكوم بالقاهرة عن التعليق على الخطوة الجزائرية. وتراجعت أسهم أوراسكوم تليكوم في البورصة المصرية ثلاثة بالمئة عقب أنباء الطلب الجزائري لتواصل خسائرها منذ يوم الاحد قبل أن تقلص تلك الخسائر لتغلق منخفضة اثنين بالمئة عند 5.33 جنيه. ولم تتداول أسهم فيمبلكوم المدرجة في نيويورك يوم الاثنين بسبب عطلة رسمية في الولاياتالمتحدة. وفي موسكو قالت ناتاليا تاشكيفا المتحدثة باسم فيمبلكوم ان الشركة توقعت أن تعين الحكومة الجزائرية مستشارين لاجراء مفاوضات حول جازي. وأضافت أن اعلان يوم الاثنين "يتماشى مع التصريحات السابقة". ومع تضاؤل فرص فيمبلكوم في الاستحواذ على جازي الى جانب بقية أصول أوراسكوم يصبح السعر الذي ستدفعه الجزائر لتأميم الشركة حيويا للمساهمين. وتقول مصادر بقطاع الاتصالات والحكومة الجزائرية انها تعتقد أن سعرا بين مليارين وثلاثة مليارات دولار سيكون عادلا. ويقول الكسندر ايزوسيموف الرئيس التنفيذي لفيمبلكوم انه يتوقع أن تساوي جازي سبعة أمثال أرباحها قبل الفوائد والضرائب والاهلاكات واستهلاك الديون أي نحو سبعة مليارات دولار. وقال عمر الالفي المحلل لدى سي.اي كابيتال في القاهرة انه يعتقد أن قرار الجزائر تعيين مستشارين قد يكون ايجابيا بالنسبة للمساهمين لانه يشير الى أن "من المستبعد أن تؤمم الجزائر الشركة بالقوة." وأضاف "على الاقل هذا يعني أنه ستكون هناك مفاوضات في مرحلة لاحقة." ومنذ نهاية العام الماضي وجازي محل نزاع مرير مع السلطات الجزائرية التي تطالب الوحدة بضرائب متأخرة وتمنعها من تحويل الاموال الى الخارج وأجرت معها تحقيقات بشأن مخالفات خاصة بالعملة. وفي وقت سابق من العام الجاري اعترضت الجزائر على بيع جازي الى ام.تي.ان الجنوب أفريقية وقالت انها ستستخدم حق الشفعة لشراء الوحدة. ونقلت صحيفة جزائرية عن مصدر حكومي لم تكشف هويته قوله الاسبوع الماضي ان الجزائر مازالت تعتبر أوراسكوم تليكوم هي مالك جازي ولن تتفاوض بشأن مستقبلها مع فيمبلكوم. (شاركت في التغطية فيكتوريا هاولي في لندن ودينا زايد في القاهرة)