كينجستون ابون تيمز (انجلترا) 30 سبتمبر أيلول (خدمة رويترز الرياضية العربية) - لا يختلف استاد كينجزميدو في جنوب غرب لندن عن استادات أخرى في مسابقات دوري الهواة لكنه يمثل ذكرى واحدة من أروع قصص العودة للحياة في عالم الرياضة. وفي موقعه بعيدا عن الطريق الرئيسي المزدحم يقبع نادي ايه.اف.سي ويمبلدون بملعبه ذي المدرجات الأربعة صغيرة الحجم وهو النادي المملوك للجماهير والذي نشأ على أنقاض النادي الأصلي ويمبلدون اف.سي. وتحدى ويمبلدون الظروف قبل اكثر من 30 عاما وارتقى من مسابقات الهواة إلى دوري الأضواء في انجلترا وفاز بكأس الاتحاد الانجليزي في 1988 قبل أن ينهار بشكل مؤلم في 2002. والآن يقف ويمبلدون الجديد على أعتاب تكرار الإنجاز السابق بالعودة إلى مسابقات المحترفين بعد ثماني سنوات من رفض مشجعيه العاشقين ترك النادي ينهار. وقال ايريك صمويلسون (62 عاما) المدير التنفيذي للنادي لرويترز "لقد ارتكب خطأ فادح بحق هذا النادي وأمضينا السنوات الثماني الماضية نكافح لتصحيحه. لم نكن لنترك هذا النادي ينهار ويموت أبدا." ومن الصعب الآن تصديق ما حدث لكن ويمبلدون أنهى موسم 1994-1995 في الدوري الانجليزي الممتاز متفوقا على تشيلسي وارسنال. كما ذاع صيت النادي حين حرم ليفربول من تحقيق ثنائية كأس الاتحاد الانجليزي والدوري في 1988 بالفوز عليه في نهائي الكأس بهدف من ضربة رأس سجله لوري سانشيز. وقاوم ويمبلدون وضعه وكافح لتغييره لكن حقيقة صغر قاعدته الجماهيرية وعدم امتلاكه لملعب خاص به في آخر 11 سنة من وجوده جعلته عرضة للانهيار. وفي النهاية قضت صفقات سياسية واقتصادية على النادي الذي قدم لكرة القدم فريق "العصابة المجنونة" الذي ضم فيني جونز وديف بيزنت وجون فاشانو ودينيس وايز وآخرين بأدائهم المميز. وقدم البعض اقتراحا بنقل النادي إلى دبلن لكن في النهاية وفي تحرك أثار جدلا واسعا بيع النادي لملاك جدد من مدينة ميلتون كينيز التي تبعد 130 كيلومترا إلى الشمال من لندن. وكانت هذه هي النهاية لنادي ويمبلدون اف.سي لكن حلما جديدا أطل برأسه. لقد أسس المشجعون ناديا خاصا بهم والآن وبعد التقدم أربع درجات في مسابقات دوري الهواة أصبح الفريق على بعد درجة واحدة من العودة لمسابقات دوري المحترفين. وفاز ويمبلدون 2-1 على كراولي تاون في استاد كينجزميدو أمام أربعة آلاف مشجع ليتصدر الترتيب وسط سعادة كبيرة من صمويلسون. وقال صمويلسون "حلمي هو أن أرى فريقنا يعود لمسابقات المحترفين وأن يعود الاستاد الخاص بنا إلى ميرتون. ورغم أننا لسنا سوى مشجعين لكرة القدم فإننا مجموعة رائعة من المشجعين المتحمسين ولم نترك هذا النادي يموت. سنجعل حلم العودة لمسابقات دوري المحترفين حقيقة." وما أثار صمويلسون ومشجعين آخرين مؤسسين للنادي كانت السياسة التي قضت على ويمبلدون الأصلي وأدت لإنشاء النادي المنافس لهم والذي أصبح اسمه ميلتون كينيز دونز والذي أخذ مكان ويمبلدون في دوري المحترفين. وبعد ثماني سنوات لم تهدأ المشاعر الساخطة من مشجعي ويمبلدون تجاه نادي ميلتون كينيز دونز الذي يلعب الآن في دوري الدرجة الثالثة بانجلترا. ويتحفظ صمويلسون في تعليقاته أكثر من آخرين لكنه يظل غير قادر على كبح مشاعره بشكل كامل. وقال "لقد نفض الاتحاد الانجليزي لكرة القدم يديه تماما وسلم مصيرنا للجنة مستقلة ثم قال.. لا يمكنك أن تلومونا. لكن ذلك لا يوقفنا.. نحن نلوم الاتحاد. يرتدي كثيرون من مشجعينا قمصانا عليها اقتباس من تقرير اللجنة التابعة للاتحاد الانجليزي والذي يقول إن إنشاء ويمبلدون تاون لن يكون في صالح كرة القدم." وتابع "كان هذا خطأ هائلا في حق النادي.. دعونا لا نهتم بمن قام به لكننا بحاجة لتصحيحه وأفضل طريقة لذلك هي القيام بشيء إيجابي بالعودة لمسابقات دوري المحترفين." س ب - ا ح ع (ريض) arsp