اعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة السبت ان على "اسرائيل ان تختار بين السلام واستمرار الاستيطان"، وذلك عشية انتهاء مهلة تجميد اعمال البناء في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية. كما ندد عباس ب"الهيمنة والعقلية التوسعية" التي تحكم في اسرائيل وقال ان "ايدينا الجريحة لا تزال قادرة على حمل غصن الزيتون". واضاف ان "مطالبتنا بوقف الاستيطان ليست شروطا مسبقة غريبة عن مسيرة العملية السلمية بل تنفيذ للالتزامات وتعهدات سابقة تم التاكيد عليها في القرارات والاتفاقيات التي صدرت منذ انطلاق العملية السلمية". وقال ان "اسرائيل دولة فوق القانون تضرب بعرض الحائط كل القرارات الدولية وتمارس القمع والتدمير والاعتقال والقتل وهدم البيوت والحصار والتوسع الاستيطاني". كما تعهد ببذل "كل جهد مخلص" للتوصل الى اتفاق مع اسرائيل خلال عام. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا قوية داعية عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الى "بذل كل الجهود الممكنة" لمنع توقف المفاوضات. وكانت الشكوك لا تزال تحوم صباح السبت حول انعقاد لقاء بين محمود عباس ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، بعد اجتماع استمر عشرين دقيقة مساء الجمعة ولم يأت بجديد بحسب عباس. واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية فيليب كراولي ان ليس هناك لقاء "مقرر في هذه المرحلة"، وفي المقابل افادت مقربون من الرئيس الفلسطيني ان لقاء سيعقد بعد كلمة عباس امام الجمعية العامة. من جهته، طلب نتانياهو من وزير دفاعه ايهود باراك، المعتدل في الحكومة اليمينية، تمديد زيارته الى نيويورك للمشاركة في الجهود الرامية للتوصل الى تسوية. ولانقاذ مفاوضات السلام، طلبت الاسرة الدولية وعلى رأسها باراك اوباما، بوضوح من نتانياهو تمديد تجميد البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المعلن قبل عشرة اشهر في قرار تنتهي مدته الاحد. وفي الوقت نفسه، دعا الاميركيون الفلسطينيين الى "عدم التهديد بالانسحاب" من المفاوضات. واقترحت واشنطن تمديد التجميد لثلاثة اشهر ريثما يتم التوصل الى اتفاق حول الحدود، في صيغة يدعمها المفاوضون الفلسطينيون حسب مصادر فلسطينية. واعربت اسرائيل على لسان مسؤول حكومي الجمعة عن "استعدادها التوصل الى تسوية متفق عليها بين الاطراف" مع التاكيد على انه "ليس هناك توقف تام للبناء" في المستوطنات.وقد استبعدت حكومة نتانياهو الائتلافية، الخاضعة الى ضغط اليمين القومي المتشدد ولوبي المستوطنين، تمديد المهلة الى ما بعد الموعد المحدد. لكن في نيويورك قال عباس انه لن يكتفي "بحل جزئي" او تسوية لا تضمن "وقفا تاما" للاستيطان. وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل ابو ردينه لوكالة فرانس برس في نيويورك حيث يرافق عباس "لا بد من استمرار تجميد الاستيطان بشكل كامل في الاراضي الفلسطينية والقدس الشرقية". واضاف ان "اي حلول جزئية مرفوضة من اجل استمرار المفاوضات"، موضحا ان "الحلول الجزئية لا تخلق المناخ المناسب لاستمرار هذه المفاوضات". وحصل رئيس السلطة الفلسطينية على دعم الجامعة العربية التي قال امينها العام عمرو موسى ان تمديد تجميد الاستيطان "واجب" و"سيوجه رسالة رمزية تفيد ان السياسة الاسرائيلية جدية في هذا الشان". وصرح عمرو موسى في مؤتمر صحافي في نيويورك ان "عملية مفاوضات جدية وقابلة للحياة لا يمكن ان تتواصل ويستمر في نفس الوقت بناء المستوطنات في الاراضي المحتلة". واضاف "اذا استمر (الاسرائيليون) في قضم وحدة الاراضي الفلسطينية وتغيير مضمونها الديمغرافي وطابعها الجغرافي فلماذا نضيع وقتنا؟". وفي الخليل بالضفة الغربية تظاهر قرابة 250 فلسطينيا السبت للمطالبة بوقف مفاوضات السلام مع اسرائيل اذا استؤنفت اعمال البناء في المستوطنات اليهودية عند انتهاء مهلة التجميد التي اعلنتها اسرائيل لستة اشهر الاحد.وافاد مراسل لوكالة فرانس برس ان المتظاهرين هتفوا لوقف محادثات السلام اذا استمر الاستيطان وان تجميد الاستيطان يجب ان يكون كاملا. وكانت غالبية المتظاهرين من اليسار الفلسطيني يتقدمهم النائب المستقل مصطفى البرغوثي. ودان المستوطنون اليهود في الضفة الغربية بشدة دعوة الرئيس اوباما الى تمديد تجميد النشاط الاستيطاني. واتهم "مجلس المستوطنات في يهودا والسامرة" الرئيس الاميركي "بالرضوخ لتهديدات الفلسطينيين بالانسحاب من طاولة المفاوضات اذا لم تتم الاستجابة الى شروطهم المسبقة" المتعلقة بتمديد قرار تجميد بناء المستوطنات. وقال "اذا اراد الرئيس اوباما ان يظهر في دور الوسيط النزيه في هذه العملية، فعليه ان يوضح لعباس ومن معه ان التهديدات والابتزاز والشروط المسبقة غير مقبولة". واعلن المستوطنون انهم سيطلقوا سلسلة من استدراجات العروض اعتبارا من منتصف ليل الاحد لاستئناف البناء الاستيطاني. واعلنت اسرائيل في 25 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 قرار تجميد البناء لمدة عشرة اشهر في مستوطنات الضفة الغربية حيث يقيم حوالى 300 الف مستوطن مستثنية من هذا القرار ورش البناء التي انطلقت قبل صدوره وبناء المباني العامة كالمدارس والكنس.