نيويورك (الولاياتالمتحدة) (ا ف ب) - يثير انقسام السودان المحتمل كثيرا الى دولتين وما قد يترتب عنه من انعكاسات على السلام في افريقيا مخاوف كثيرة في قمة تعقد الجمعة في مقر الاممالمتحدةبنيويورك ويشارك فيها الرئيس الاميركي باراك اوباما. ويتوقع ان تدوم القمة ساعتين على الاقل وان تساهم مشاركة الرئيس اوباما وغيره من قادة العالم والمنطقة في ابراز تضامن المجتمع الدولي قبل ثلاثة اشهر من استفتاء سيختار فيه سكان جنوب السودان بين الوحدة او الانفصال عن الشمال. ووصفت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون السودان "بالقنبلة الموقوتة" بينما قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون انه يشكل "اهم اولوياته". واكد لفرانس برس ان نتيجة الاستفتاء "ستكون بالغة الاهمية بالنسبة لسلام وامن المنطقة". وقد يثير الاستفتاء اذا جرى بشكل عشوائي او غير ديمقراطي بحيث يطعن في نتائجه، اضطرابات مسلحة جديدة تزيد في تفاقم الازمة في دارفور. واضافة الى باراك اوباما يشارك في القمة ايضا رؤساء رواندا واثيوبيا وكينيا واوغندا والغابون ونواب الرئيس السوداني ورئيس الوزراء الهولندي ونائب رئيس الوزراء البريطاني ووزراء خارجية فرنسا والمانيا والنروج والهند ومصر والبرازيل واليابان وكندا. وسيبحث المشاركون في الوسائل اللازمة لتنظيم الاستفتاء خلال مهلة ثلاثة اشهر في حين طرا تأخير كبير على الاستعدادات. وصرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير لفرانس برس "يجب الاستعداد لتنظيم الاستفتاء والسيطرة على الوضع وارسال مراقبين وخصوصا تجنب اي مواجهة محتملة". ويتوقع المراقبون ان يفوز مؤيدو الاستقلال في الاقتراع المقرر في التاسع من كانون الثاني/يناير في تلك المنطقة المسيحية والاحيائية التي انهكتها عشرون سنة من الحرب ضد الخرطوم. وتخشى عدة دول من ان يؤدي تاخير الاقتراع الى اعلان استقلال احادي الجانب في الجنوب ونزاع جديد. غير ان دبلوماسيين ومسؤولين في الاممالمتحدة يلاحظون ان استعدادات الاستفتاء سجلت تاخيرا كبيرا يصعب تداركه فيما يرى بعض الدبلوماسيين ان الرئيس السوداني عمر البشير تباطأ عمدا في تنظيم الاستفتاء. وقد دعت الدول الخمسة عشر الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي في منتصف ايلول/سبتمبر الطرفين الى "اتخاذ كافة الاجراءات عاجلا" لاجراء الاستفتاء سلميا وفي موعده المحدد. ورمت الولاياتالمتحدة بكل ثقلها في المفاوضات الجارية حاليا واعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب كراولي ان قمة الجمعة "يجب ان تشجع الشمال والجنوب على العمل سويا بشكل بناء". وانتهت الحرب الاهلية في السودان التي دامت 22 سنة في 2005 باتفاق سلام لكن التوتر ما زال قائما. وسينظم استفتاء اخر في منطقة ابيي الصغيرة ليختار سكانها ايضا بين الشمال والجنوب. والسودان من البلدان المنتجة للنفط الذي يزود به اساسا الصين. ويعزز موقع السودان الاستراتيجي في افريقيا، بجوار الصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية، المخاوف من هذا الاستفتاء علاوة على النزاع المتواصل في دارفور (غرب البلاد) منذ نحو سبع سنوات.