كابول (رويترز) - قال المبعوث الاعلى للامم المتحدة في أفغانستان يوم الاحد ان من السابق لاوانه اعتبار ان الانتخابات البرلمانية في البلاد نجحت قبل التأكد من الارقام النهائية للاقبال على التصويت والنظر في كل الشكاوى التي من المتوقع أن يصل عددها الى 4000 شكوى. وأعلن مسؤولون أفغان عن العملية الانتخابية ان عملية التصويت التي جرت يوم السبت كانت ناجحة على الرغم من التقارير الكثيرة عن التزوير والضعف المقلق في عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم الى جانب الهجمات التي وقعت في أنحاء البلاد وأدت الى مقتل 17 شخصا على الاقل بعد أن توعدت طالبان بعرقلة الانتخابات. وقال مبعوث الاممالمتحدة ستفان دي مستورا لرويترز في مقابلة " اعتقد انه من السابق لاوانه.. مع كل الاحترام الواجب." واضاف في المقابلة التي أجريت في كابول " قاموا بعمل عظيم... لكنني سأنتظر لاتحدث عن النجاح." ويقوم مسؤولون عن الانتخابات بفرز الاصوات ولكن فحص شكاوى التزوير وانتظار النتائج من أبعد المناطق سيؤجل ظهور حتى النتائج الاولية لفترة طويلة. وتراقب واشنطن الانتخابات عن كثب قبل المراجعة المزمعة لاستراتيجية الحرب التي سيجريها الرئيس الامريكي باراك اوباما في ديسمبر كانون الاول والتي من المرجح ان تدرس وتيرة وحجم القوات الامريكية التي سيجري سحبها بعد تسعة أعوام من الحرب. وأي أخطاء تشوب الانتخابات سيكون لها أثرها على اوباما عندما تواجه ادارته انتخابات التجديد النصفي للكونجرس في نوفمبر تشرين الثاني وسط تراجع التأييد الشعبي للحرب وزيادة أعمال العنف الى أسوأ مستوياتها منذ الاطاحة بحركة طالبان من السلطة في عام 2001 . وقالت المفوضية المستقلة للانتخابات لرويترز ان بعض المناطق بدأت في ارسال صناديق الاقتراع الى كابول لكن المؤشرات المبكرة تقول ان عدد الناخبين يقل بمقدار مليون ناخب عن الانتخابات الرئاسية لعام 2009 التي شابها التزوير. وقالت المفوضية ان عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم في الانتخابات هو 3.6 مليون ناخب بينما قال دي مستورا امس السبت ان الرقم على الارجح سيكون أربعة ملايين. وكانت المفوضية قد أعلنت ان عدد الناخبين هو 11.4 لكن دي مستورا قال ان هذا العدد المعلن هو عدد بطاقات الاقتراع التي أرسلت الى مراكز التصويت وان العدد الحقيقي لعدد الناخبين المسموح لهم بالتصويت في الغالب يقترب من 10.5 مليون ناخب. وهددت طالبان مرتين بعرقلة الانتخابات وحذرت الناخبين وطالبتهم بمقاطعة الانتخابات. ويبدو أن تهديد طالبان كان له أثر على عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم بينما بقي الناخبون في منازلهم بعد أن شن المتشددون الاسلاميون عشرات الهجمات في أنحاء أفغانستان. وقال رئيس اللجنة المستقلة للانتخابات في افغانستان فضل احمد مناوي يوم الاحد انه تم العثور في اقليم بلخ شمال البلاد على جثث ثلاثة من مسؤولي اللجنة اختطفوا اثناء عملية الاقتراع في الانتخابات البرلمانية. وانخفض معدل العنف قليلا عنه خلال انتخابات العام القادم لكنه كان أكثر انتشارا ووصل الى مناطق كانت في الماضي أكثر هدوء. كما مثلت محاولات التزوير مصدرا للقلق الشديد مع ورود تقارير من انحاء متفرقة من البلاد عن تكرار للاقتراع أكثر من مرة للشخص الواحد وملء صناديق اقتراع ببطاقات وشراء اصوات وغيرها من اشكال التزوير من مختلف انحاء البلاد. وتعني تلك التحديات ان يتوخى المراقبون الحذر عند تقييم الانتخابات وهي اختبار هام لمصداقية الحكومة عقب انتخابات الرئاسة التي شابها تزوير على نطاق واسع. وقالت السفارة الامريكية في كابول في بيان عقب انتهاء عملية الاقتراع ان نتائج وسلامة الانتخابات لن تتضح على الفور. وهنأ دي مستورا المفوضية المستقلة للانتخابات على اجراء الانتخابات وسط تمرد هو الاشد منذ الاطاحة بطالبان عام 2001. وقال "اذا كان النجاح المقصود هو اجراء الانتخابات فنحن جميعا نتفق مع ذلك لقد كان الامر أقرب الى المعجزة... وفيما عدا ذلك سأنتظر وأكون حذرا." واوردت مؤسسة انتخابات حرة ونزيهة حدوث "مخالفات واسعة" تراوحت بين تدمير مراكز اقتراع وملء صناديق اقتراع ببطاقات واخطاء في مواعيد فتح واغلاق أبواب مراكز الاقتراع وتدخل من مرشحين. وفي بيان على موقعها على الانترنت طالبت اللجنة المستقلة للانتخابات "بضمان نزاهة بقية العملية الانتخابية."