توعدت حركة طالبان الأفغانية بعرقلة الانتخابات البرلمانية المقررة بعد غد السبت من خلال الهجوم علي مراكز الاقتراع، داعية الشعب الأفغاني إلي عدم المشاركة فيها. ونقلت قناة الجزيرة عن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد "سنحاول قدر استطاعتنا أن نعرقلها وأهدافنا الأولي ستكون القوات الأجنبية ثم القوات الأفغانية". وتستعد السلطات لفتح 5897 مركزا انتخابيا، امام أكثر من عشرة ملايين ناخب لاختيار 249 نائبا من أصل 2656 مرشحا بينهم 400 امرأة. والانتخابات التشريعية المقبلة هي الثانية منذ الإطاحة بنظام طالبان نهاية 2001 بينما يبقي الجانب الأمني أحد أبرز التحديات المطروحة فيها. وكانت اللجنة الأفغانية المستقلة للانتخابات أعلنت إنها ستغلق 938 مركزا انتخابيا في أنحاء مختلفة من البلاد بسبب غياب الأمن. من جهته قال مبعوث الأممالمتحدةلأفغانستان "ستيفان دي مستورا" إن الانتخابات القادمة لن تكون مثالية ولكنها بالاستناد إلي استعدادات السلطات ستكون أفضل من الانتخابات الرئاسية التي جرت العام الماضي وشابها التزوير. وينظر للانتخابات المقبلة علي أنها اختبار لاستقرار أفغانستان قبل قيام الرئيس الامريكي باراك اوباما بمراجعة استراتيجية الحرب في ديسمير المقبل. وشدد دي مستورا علي ان "الأمن هو اكبر بواعث القلق قبل الانتخابات". وقال مكتب الرئيس الأفغاني إن قوات بلاده تدعمها قوات اجنبية قوامها 150 الف جندي "مستعدة تماما" لتأمين الانتخابات. وأعلن حلف الأطلنطي امس انه قتل نحو 30 مسلحا جنوب وشرق البلاد في معارك هدفت الي تقويض حدة التمرد الذي أبدته طالبان مع اقتراب الانتخابات. من جهته اعلن قائد القوات الدولية في افغانستان الجنرال الامريكي ديفيد بتريوس ان التقدم الذي يتم احرازه في هذا البلد بطيء جدا، مشبها اياه ببطء "العشب وهو ينمو والطلاء وهو يجف". وقال بتريوس في مقابلة مع شبكة "ايه بي سي" ان القوات الدولية "تتقدم" علي المتمردين ولكن بصعوبة. واعتبر بتريوس من ناحية اخري ان خطط حرق المصحف اساءت للمصالح الامريكية في افغانستان، مشيرا الي الاحتجاجات الواسعة التي خرجت في أنحاء أفغانستان. وكان بتريوس قد اعتبر في وقت سابق خطط كنيسة في فلوريدا بحرق المصحف تعرض قوات التحالف في افغانستان للخطر. وتواصلت الاحتجاجات في كابول امس، حيث أعلنت الشرطة انها أطلقت أعيرة نارية في الهواء لتفرقة آلاف المحتجين الغاضبين المناهضين للولايات المتحدة وسقط قتيل كما أصيب خمسة أشخاص علي الأقل. وقال ضابط الشرطة محمد عثمان ان أكثر من عشرة آلاف متظاهر خرجوا في أكبر الاحتجاجات علي خطط حرق المصحف، كما لوح بعضهم بعلم حركة طالبان. وكان المحتجون تجمعوا في وقت سابق في غرب كابول وِأشعلوا النيران في إطارات وسدوا طريقا سريعا رئيسيا إلي الجنوب .