زار حوالى 150 برلمانيا يابانيا الثلاثاء معبد ياسوكوني المثير للجدل في طوكيو ما قد يثير استياء الصين، عشية جولة اسيوية للرئيس الاميركي باراك اوباما. وصلى نحو 150 برلمانيا محافظا ووزير الداخلية يوشيتاكا شيندو في المعبد الذي يكرم ذكرى 2,5 مليون عسكري ياباني قتلوا في سبيل الوطن، بينهم 14 من مجرمي الحرب الذين حاكمتهم محاكم الحلفاء بعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. وقال زعيم البرلمانيين السناتور هيديهيسا اوتسوجي "ان الاشخاص الذين نكرمهم هم الذين سقطوا قي سبيل بلادهم" مضيفا ان "والدي كان احد هؤلاء". وكمعظم هؤلاء النواب ينتمي اوتسوجي الى الحزب الليبرالي الديموقراطي (يمين) الذي يتزعمه رئيس الوزراء شينزو ابي. وتندرج الزيارة في اطار مهرجان الربيع الذي انطلق في هذا المعبد الشينتوي الاثنين لثلاثة ايام. ويرجح ان تثير زيارة المعبد غضب كل من الصينوكوريا الجنوبية اللتين تعتبرانه رمزا للنزعة العسكرية اليابانية وتنتقدان دوما اي زيارة يقوم بها مسؤولون سياسيون كبار اليه. وتنظر الصينوكوريا الجنوبية الى هذا المعبد على انه رمز للتوسع العسكري الياباني الذي كانتا من ابرز ضحاياه، فالاولى لا تنسى الفظائع التي ارتكبتها القوات اليابانية خلال استعمارها شبه الجزيرة الكورية (1910-1945) والثانية لا تنسى ما عانته من احتلال القوات اليابانية لجزء من اراضيها (1931-1945). وكانت بكين وسيول انتقدتا تقديم رئيس الوزراء الياباني الاثنين شجرة "ماساكامي" المقدسة للمعبد. وقالت وكالة انباء شينخوا الصينية الرسمية ان "هدية ابي ليست سوى صفعة" للرئيس اوباما الذي سيصل الاربعاء الى طوكيو وتريد ادارته تبديد التوتر في هذه المنطقة التي تعطيها واشنطن اولوية. وقالت وزارة خارجية كوريا الجنوبية "لا يمكن لحكومتنا سوى التنديد بهدية ابي للمعبد الذي يكرم مجرمي الحرب ويمجد الغزو والاستعمار الياباني". ووفقا لوسائل الاعلام اليابانية هذه الهدية تعني ان ابي لا ينوي زيارة المعبد بنفسه في الوقت الحاضر لعدم صب الزيت على النار قبل جولة اوباما الاسيوية التي ستقوده الى اليابانوكوريا الجنوبية وماليزيا والفيليبين. وفي كانون الاول/ديسمبر زار ابي المعبد في الذكرى الاولى لعودته الى السلطة نهاية 2012. وكانت تلك اول زيارة لرئيس حكومة ياباني الى المعبد منذ 2006 وقد اثارت استياء كل من بكين وسيول اللتين تتنازعان ايضا مع طوكيو السيادة على مناطق حدودية. والتوتر على اشده في شمال شرق اسيا ليس فقط بسبب الخلافات التاريخية بل ايضا بسبب النزاعات حول الاراضي بين طوكيو وكل من بكين (حول جزر سينكاكو-دياويو، في شرق بحر الصين) وسيول (حول جزر تاكيشيما-دوكدو في بحر اليابان). وفي محيط جزر سينكاكو يهدد ابحار سفن خفر السواحل الياباني الذي يسيطر على المنطقة واخرى صينية، بالتحول الى مواجهة مسلحة بين العملاقين الاسيويين. وحذرت اليابان الاثنين من ان اسس "تطبيع" علاقاتها مع الصين منذ 1972 مهددة بعد احتجاز الصين في نهاية الاسبوع سفينة تجارية يابانية بسبب خلاف يعود الى ما قبل الحرب العالمية الثانية. واعلنت محكمة شانغهاي المختصة بالشؤون البحرية السبت انها صادرت سفينة "باوستيل ايموشن" التابعة للشركة اليابانية للنقل البحري "ميتسوي او اس كي لاينز" في مرفأ في اقليم تشيجيانغ شرق الصين، تنفيذا لحكم صادر في كانون الاول/ديسمبر 2007 عن احدى محاكم شانغهاي. وحكم انذاك على الشركة بدفع تعويضات عطل وضرر بقيمة 2,9 مليار ين (21 مليون يورو) في اطار خلاف حول استئجار سفينتين في ثلاثينيات القرن الماضي. وكانت شركة "دايدو شيبينغ" السابقة لميتسوي او اس كي استأجرت في 1936 هاتين السفينتين اللتين تملكهما الشركة الصينية "تشونغوي". لكن البحرية اليابانية ما لبثت ان صادرتهما من دايدو في اطار مجهود الحرب قبل ان تغرقا في 1944. لكن الشركة الصينية لم تتلق اي تعويض. واوضح المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيهيدي سوغا في مؤتمر صحافي الاثنين "ان ميتسوي او اس كي كانت تسعى الى اتفاق مع مقدم الشكوى عندما تلقت فجأة اعلان المصادرة. وذلك امر مؤسف للغاية بالنسبة لليابان". واضاف سوغا محذرا "ان ذلك قد يردع شركات يابانية عن العمل في الصين، ونحن قلقون كثيرا وننتظر من الجانب الصيني اتخاذ تدابير مناسبة".