أكدت النيابة العامة خلال محاكمة، سليمان أبو غيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة السابق اسامة بن لادن، انه كان "ذراعه الايمن" وانه ظهر إلى جانبه في فيديو ترويجي بعد يوم واحد من اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. وفي المحاكمة، الأكثر ارتباطا باعتداءات 11 ايلول/سبتمبر حتى اليوم، قال المدعي العام الفيدرالي إن سليمان أبو الغيث كان واحدا من أكثر المقربين من بن لادن بعد الاعتداءات المذكورة، والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة آلاف شخص. ويحاكم أبو الغيث بتهمة التآمر لقتل أميركيين، وتقديم الدعم ل"الإرهابيين". إلا أن أبو الغيث (48 عاماً)، كويتي الجنسية، أكد أمام المحكمة براءته من كافة الاتهامات، وهو الذي يواجه حكما بالمؤبد في حال إدانته. ويعتبر أبو الغيث اعلى قيادي في تنظيم القاعدة يحاكم أمام محكمة فيدرالية أميركية، وليس في معتقل غوانتانامو، الذي وعد الرئيس باراك أوباما بإغلاقه. وخلال الجلسة، جلس ابو غيث ببذلة داكنة اللون الى جانب فريق الدفاع، مركزا نظره على لجنة المحلفين المؤلفة من 18 شخصا، بينما كان يستمع الى اقوال الادعاء من خلال ترجمة فورية الى اللغة العربية عبر سماعة في الاذن. وقال المدعي نيكولاس ليوين إن ابو غيث ليس متهما بالتخطيط او بتنفيذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر، بل بتجنيد اشخاص لصالح تنظيم القاعدة. كما اتهمه الادعاء بالتواطؤ مع البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول تفجير طائرة كانت تقوم برحلة بين باريس وميامي في كانون الاول/ديسمبر 2001 عبر احذية مفخخة بعد ثلاثة اشهر على اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر. ووصف ليوين أبو غيث بانه رجل ثقة داخل التنظيم، وهو الذي التقى بن لادن بعد مغادرته الكويت إلى أفغانستان في ربيع 2001. وأمضى أبو غيث صيف 2001 في إلقاء خطابات أمام المئات من الشباب المجندين من قبل القاعدة في مخيمات للتدريب في أفغانستان. وأبو غيث معروف بظهوره إلى جانب بن لادن وزعيم القاعدة اليوم أيمن الظواهري في فيديو ترويجي في 12 أيلول/سبتمبر 2001. وقال ليوين إن أبو غيث أجاب على اتصال هاتفي من بن لادن بعد ساعات من اعتداء 11 أيلول/سبتمبر. وأراد بن لادن من هذا "العالم الديني المهم" و"الخطيب الملهم والجذاب" ان يجند الرجال للجهاد في كافة أنحاء العالم. وتابع ليوين أمام المحكمة أن "اسامة بن لادن طلب من هذا الرجل ايصال رسالة القاعدة الإجرامية إلى العالم"، مضيفاً "وماذا فعل المدعى عليه؟ وافق على الطلب". وعرض الادعاء أمام لجنة المحلفين صورة كبيرة لأبو غيث جالساً إلى جانب بن لادن. وقال ليوين "لا تجلس خارج مغارة في 12 ايلول/سبتمبر 2001 إلى جانب أكثر رجل مطلوب على وجه الأرض، إلا إذا كنت عضوا مهما ومهما جدا في القاعدة". وأضاف أن "أبو غيث كان يجلس الى يمين بن لادن". وابو غيث متزوج من فاطمة ابنة بن لادن، وعمل بحسب الادعاء لحساب القاعدة حتى العام 2002 عندما غادر افغانستان بعد الاجتياح الأميركي ليتوجه إلى ايران. وظهر أبو غيث في عدة أشرطة فيديو في تشرين الاول/أوكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر 2001، وأمامه بندقية من طراز كلاشنيكوف مهدداً باعتداءات أخرى تنفذها "عاصفة من الطيارات". اما الدفاع فأكد أن مؤامرة ما عرف بالأحذية المفخخة ليس لها أساس أصلاً. وبدأ محامي الدفاع ستانلي كوهين مرافعته بالقول لأعضاء لجنة المحلفين، المؤلفة من 13 امراة وخمسة رجال، "كنتم تشاهدون فيلماً" في إشارة إلى مرافعة الإدعاء. وشدد كوهين على ان موكله "ليس اسامة بن لادن"، مضيفاً "انه سليمان ابو غيث. انه مسلم وعربي من الكويت. انه زوج ورب اسرة. وفي النهاية ليس هناك اي دليل ضده". والشاهد الاساسي الاول في قضية الأحذية المفخخة هو ساجد بادات (33 عاما)، المدان بالتآمر في القضية، ومن المفترض أن يقدم شهادته عبر الفيديو من لندن الاثنين. ومن المتوقع أن تستمر المحاكمة التي يرأسها القاضي لويس كابلان حتى الأسبوع الأخير من أذار/مارس الحالي. وهي واحدة من مجموعة قضايا "ارهاب" نقلت إلى نيويورك بعدما وعد أوباما بإغلاق المعتقل العسكري في غوانتانامو. ولا يبعد مقر المحكمة في مانهاتن سوى شوارع قليلة عن موقع برج التجارة العالمي، الذي دمر بالكامل جراء ارتطام طائرتين اختطفهما عناصر من "القاعدة" في 11 ايلول/سبتمبر 2011.