عينت السلطات الاوكرانية الاربعاء قائدا جديدا للجيش في موازاة اعلانها تدابير "لمكافحة الارهاب" ضد المعارضين المتطرفين في وقت ارتفع عدد القتلى الى 28 في كييف، ما دفع الاوروبيين الى التلويح بفرض عقوبات والرئيس الاميركي باراك اوباما الى التحذير من "التداعيات". واعلنت وزارة الصحة الاوكرانية الخميس ارتفاع حصيلة اعمال العنف من 26 الى 28 قتيلا فيما لا يزال 287 شخصا في المستشفيات. وعشية وصول وزراء خارجية فرنسا والمانيا وبولندا الى كييف، فضلا عن مسؤول روسي رفيع، اعلن الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفيتش مساء الاربعاء "التهدئة" واستئناف المفاوضات مع المعارضة. وقالت الرئاسة في بيان انه اثر اجتماع مع قادة المعارضة الثلاثة، "اعلن الاطراف التهدئة واستئناف المفاوضات لوقف حمام الدم وضمان استقرار الوضع". وكانت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل اعلنت في وقت سابق الاربعاء انها تشاورت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي له رؤية مختلفة حول الازمة الاوكرانية وتوافقت معه على "بذل كل ما هو ممكن لتفادي تصاعد العنف". من جهته، حذر اوباما الاربعاء خلال زيارة للمكسيك من "تداعيات" اعمال العنف التي تشهدها اوكرانيا، محملا السلطات في كييف مسؤولية تمكين الشعب من التعبير عن رايه "من دون ان يخشى القمع". ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الحكومة الاوكرانية الى "الكف عن استخدام القوة المفرطة" بحق المتظاهرين واحترام "تطلعات الشعب"، مطالبا كييف ب"التحرك في شكل حاسم لايجاد حل سلمي للازمة". وفي وسط العاصمة الاوكرانية الذي غطاه الدخان الاسود، ساد هدوء حذر الاربعاء بعد مواجهات الثلاثاء الدامية. وواصل المتظاهرون احراق الاطارات في ساحة الميدان في حين اعلنت السلطات الاوكرانية اطلاق "عملية لمكافحة الارهاب" بهدف التصدي ل"المتطرفين" الموجودين في صفوف المتظاهرين الذين ما زالوا يحتلون الساحة المركزية لكييف رغم الهجوم الذي شنته الشرطة الثلاثاء. وعين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش قائدا جديدا لاركان الجيش بعدما كان اعلن سلفه في شباط/فبراير ان "ليس من حق احد استخدام القوات المسلحة للحد من حقوق المواطنين". وفي هذا السياق من التدابير الاستثنائية، يستطيع الجيش استخدام سلاحه والحد من حركة التنقل. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي سيرافقه الى كييف نظيراه الالماني فرانك فالتر شتاينماير والبولندي رادوسلاف سيكورسكي "ينبغي ان يعود الحوار السياسي بين المعارضة والسلطة". وسيلتقي الوزراء الثلاثة خصوصا الرئيس يانوكوفيتش قبل ان يتوجهوا الى بروكسل لاطلاع نظرائهم الاوروبيين على ما توصلوا اليه خلال اجتماع طارىء. بدوره، سيزور نائب رئيس الوزراء الروسي ديمتري روغوزين كييف الخميس في وقت دعت موسكو الاتحاد الاوروبي الى اقناع المعارضة الاوكرانية ب"التعاون مع السلطات". واعلنت الاجهزة الخاصة الاوكرانية الاربعاء عملية واسعة لمكافحة الارهاب في كل انحاء اوكرانيا، معتبرة ان "المجموعات المتطرفة والراديكالية تهدد بتحركاتها حياة ملايين الاوكرانيين". وسبق ان فرضت السلطات نوعا من حالة الطوارىء غير المعلنة في كييف عبر اغلاق المترو والحد من حركة التنقل عند مداخل العاصمة. وفي ساحة الميدان، الملاذ الاخير للمعارضين، نشط مئات من هؤلاء حاملين مؤنا وثيابا وادوية. وقال ايغور (23 عاما) "المرحلة المقبلة هي الحرب الاهلية". واكد القيادي المعارض فيتالي كليتشكو ان استقالة الرئيس وحدها ستهدىء التوتر بعد "الدم الذي سال في شوارع كييف". وبدات اعمال العنف بمواجهات الثلاثاء في محيط البرلمان، تلاها مساء هجوم شنته الشرطة على الميدان. واعلن يانوكوفيتش الخميس يوم حداد وطني. وكان اتهم قادة المعارضة في وقت سابق بالدعوة الى "نضال مسلح" للاستيلاء على السلطة مؤكدا انه ستتم محاسبة المذنبين. ومع تفاقم الازمة، وهي احدى الاسوأ التي تواجهها اوكرانيا منذ استقلالها العام 1991، دعت دول في الاتحاد الاوروبي الى فرض عقوبات على المسؤولين عن اعمال القمع. ونددت باريس وبرلين الاربعاء بما اعتبرته "افعالا مرفوضة ولا يمكن وصفها". لكن سفير موسكو لدى الاتحاد الاوروبي فلاديمير تشيجوف راى ان التلويح بعقوبات هو امر "غير ملائم وفي غير محله". في المقابل، شدد وزير الخارجية السويدي كارل بيلت على ان "يدي" الرئيس الاوكراني "ملطختان بالدماء"، فيما امل رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو بان تتوافق الدول الاعضاء "سريعا على تدابير محددة الهدف ضد المسؤولين عن العنف". وكانت مواجهات في نهاية كانون الثاني/يناير في كييف اسفرت عن اربعة قتلى واكثر من 500 جريح.