هدد الجيش الأوكراني الأربعاء باستخدام أسلحته والحد من تنقل الأفراد والمركبات في إطار تدابير مكافحة الإرهاب التي أعلنتها الدولة "للتصدي للمتطرفين" المندسين وسط المتظاهرين المعارضين للرئيس فيكتور يانكوفيتش. فيما توالت ردود الأفعال الأوروبية والأمريكية على عملية اقتحام ساحة "الاستقلال" فجر الأربعاء والتي راح ضحيتها 26 شخصا من المتظاهرين ورجال الشرطة. أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية الأربعاء أن الجيش الأوكراني يستطيع استخدام أسلحته والحد من التنقل في إطار تدابير مكافحة الإرهاب التي اتخذتها السلطات للتصدي "للمتطرفين" الموجودين بين المتظاهرين. وقالت الوزارة في بيان إن "القوات لها الحق في استخدام أسلحتها في إطار عملية مكافحة الإرهاب"، مضيفة أنه يحق للجنود أيضا "الحد من تنقل السيارات والمشاة أو حظره". ويستطيع الجنود أيضا التحقق من الهويات وتوقيف الأشخاص الذين ارتكبوا "أعمالا غير قانونية". وأعلن جهاز الأمن الأوكراني الأربعاء البدء بعملية "لمكافحة الإرهاب" في كل أنحاء البلاد من دون أن يوضح طبيعة الإجراءات التي ستتخذ بعد تجدد أعمال العنف الثلاثاء في كييف ومقتل 26 شخصا. وأكدت الوزارة أن "الهدف الرئيسي من عملية مكافحة الإرهاب (...) هو حماية المدنيين وتفادي حرب أهلية".وفرض نوع من حالة الطوارئ غير المعلنة منذ الثلاثاء في كييف حيث أغلقت محطات المترو وتم الحد من حركة السيارات في وسط المدينة وخصوصا قرب ساحة الميدان التي يحتلها المتظاهرون المناهضون للرئيس فيكتور يانوكوفيتش منذ نحو ثلاثة أشهر. وفي السياق نفسه، عين الرئيس فيكتور يانوكوفيتش الأربعاء قائدا جديدا لأركان الجيش هو يوري ايلين خلفا لفولوديمير زامانا وفق قرار نشره موقع الرئاسة الإلكتروني، من دون أن يحدد سبب هذا التعيين. وطوال الأزمة التي تشهدها أوكرانيا منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، اعتبر الجنرال زامانا مؤيدا "لتسوية سلمية". وبعدما طلب الجيش في نهاية كانون الثاني/يناير من الرئيس اتخاذ "إجراءات طارئة" ضد المتظاهرين، شدد زامانا في بيان في اليوم التالي على أنه "لا يحق لأحد استخدام القوات المسلحة للحد من حقوق المواطنين". وعلى الصعيد الدولي، حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأربعاء من "تداعيات" أعمال العنف التي تشهدها أوكرانيا، محملا السلطات في كييف مسؤولية تمكين الشعب من التعبير عن رأيه "من دون أن يخشى القمع". وقال أوباما خلال زيارة للمكسيك "أود أن أكون واضحا جدا بالنسبة إلى ما سنقوم به في الأيام المقبلة في أوكرانيا، سنراقب الأمور من كثب ونتوقع أن تلتزم الحكومة الأوكرانية ضبط النفس وألا تلجأ إلى العنف في التعامل مع معارضين مسالمين". فيما أعلنت المستشارة الألمانية مساء الأربعاء أنها تشاورت مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتوافقت معه "على بذل كل ما هو ممكن لتفادي تصاعد العنف" في أوكرانيا، وذلك في تصريح للصحافيين في قصر الرئاسة الفرنسي الإليزيه. وأوضحت أنغيلا ميركل أنها "أبلغت" الرئيس الروسي بالزيارة التي سيقوم بها وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبولندا لكييف صباح الخميس. وأضافت "قررنا أن نبقي الاتصالات مكثفة جدا مع روسيا"، موضحة أن الهدف "محاولة كل شيء لإطلاق عملية سياسية" في أوكرانيا. بينما شدد رد الفعل الروسي على لسان وزير الخارجية سيرغي لافروف على دعوة الاتحاد الأوروبي إلى إقناع المعارضة الأوكرانية بالتعاون مع السلطات وأخذ مسافة من القوى المتطرفة التي تريد القيام "بانقلاب". وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن لافروف اتصل بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير ودعا خلال الاتصال الاتحاد الأوروبي "إلى الإفادة من اتصالاته بالمعارضة لحضها على التعاون مع السلطات الأوكرانية وأخذ مسافة نهائية من القوى المتطرفة التي غذت الاضطرابات الدامية وهي على طريق القيام بانقلاب". من جهته، اعتبر نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين مساء الأربعاء أن أي عقوبات يفرضها الاتحاد الأوروبي ستعني "دعم من يتمردون على السلطة الشرعية في أوكرانيا". وقال كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي "نرفض عموما العقوبات وفي ما يتصل بهذا الوضع لا نفهم لماذا يتم فرضها". وأضاف كاراسين أن "دعم قوى المعارضة الذي تظهره الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي ووسائل إعلام تلك الدول من شأنه تشجيع القوميين المتطرفين والناس الذين ينتهكون استقرار وسلامة مواطني أوكرانيا".