يستعد مقاتلو المعارضة المتواجدون في جنوبسوريا للقيام بهجوم واسع النطاق على العاصمة دمشق بمؤازرة مجموعات مقاتلة تدربت في الاردن، حسبما علمت وكالة فرانس برس من طرفي النزاع. وبدأ الجيش النظامي باعادة الانتشار وتكثيف قصف معاقل مقاتلي المعارضة لمواجهة مثل هذا الهجوم، بحسب المعارضة المسلحة. وياتي الاعداد لهذا الهجوم الجديد بعد فشل محادثات السلام بين وفدي الحكومة والمعارضة الأسبوع الماضي في جنيف، في ظل معلومات تفيد عن تقديم دول خليجية أسلحة متطورة لمقاتلي المعارضة. وذكرت مصادر من النظام السوري واخرى من المعارضة لوكالة فرانس برس ان الاف المقاتلين المعارضين الذين تدربوا في الأردن لأكثر من سنة على يد الولاياتالمتحدة ودول غربية سيشاركون في هذه العملية على دمشق. وفي المعسكر الاخر، قال الضابط عبد الله الكرازي، الذي انشق عن صفوف القوات النظامية ويقود حاليا غرفة عمليات في محافظة درعا (جنوب) التي يسيطر المقاتلون على جزء منها "ان درعا هي المدخل الى دمشق، معركة دمشق تبدأ من هنا". واضاف "في الوقت الراهن، لدينا ضمانات من الدول الداعمة لتوريد الأسلحة" مشيرا الى انه "ان وفت بوعودها سنصل الى قلب العاصمة بعون الله". ولفت الضابط الى ان "الهدف الرئيسي هو كسر الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والغربية" المنطقتين الزراعيتين المتاخمتين للعاصمة. وقال سياسي سوري لوكالة فرانس برس، من جهة ثانية، ان "المعركة الكبيرة ستجري قبل انعقاد الجولة المقبلة للتفاوض" التي رجح ان تقام في منتصف اذار/مارس. من جهة اخرى توفي سبعة اشخاص على الاقل بينهم ثلاثة اطفال بسبب الجوع بين يومي الاثنين والثلاثاء في مخيم اليرموك والغوطة الشرقية اللذين تحاصرهما القوات النظامية منذ اشهر، بحسب ما افادت مصادر طبية. ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان عن هذه المصادر ان "رجلين احدهما مسن وطفلة توفوا الاثنين بعد تدهور حالتهم الصحية بسبب نقص الغذاء والمستلزمات الطبية في مخيم اليرموك" للاجئين الفلسطينيين في جنوب العاصمة. وتسبب الحصار الخانق الذي تفرضه القوات النظامية منذ ثمانية اشهر على المخيم بوفاة اكثر من مئة شخص بسبب الجوع او نقص العناية الطبية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وفي الغوطة الشرقية، اشار المرصد كذلك الى وفاة طفلة وامراة ورجل الاثنين كما توفي فتى الثلاثاء بسبب نقص الغذاء. وتخضع هذه المنطقة، التي تعد احد معاقل المعارضة بالقرب من العاصمة السورية، الى حصار خانق منذ ايلول/سبتمبر الماضي بعد تعرضها في آب/اغسطس الى هجوم كيميائي اسفر عن مقتل المئات.