قال مسؤولون في احزاب سياسية ان استراليا تتجه السبت نحو برلمان بدون اغلبية في الوقت الذي طغى فيه التنافس الحاد على الانتخابات التشريعية السابقة لاوانها والتي لم تشهد البلاد مثيلا لها منذ خمسين عاما نظرا للمنافسة الحادة فيها بين العماليين بقيادة جوليا غيلارد والمحافظين بزعامة توني ابوت. وقال السناتور نيك مينشين عضو تحالف المحافظين "اعتقد ان ملامح برلمان بدون غالبية ترتسم شيئا فشيئا". وبدا ان وزير الخارجية العمالي ستيفن سميث يشاطره الراي حيث اعتبر ان حصول احد الاحزاب على ال 76 مقعدا الضرورية لنيل الاغلبية (من 150) امر بعيد الاحتمال. وقال انتوني غرين المحلل السياسي لقناة التلفزيون العامة ايه بي سي "لا اعتقد ان العماليين سيحصلون على 76 مقعدا كما لا اعتقد ان تحالف المحافظين والاحرار سيحصل على هذا العدد" من المقاعد. ولم تشهد استراليا برلمانا معلقا منذ 1940. ونال حزب رئيسة الوزراء جوليا غيلارد التي تتولى شؤون البلاد منذ اقل من شهرين 71 مقعدا بعد فرز 58 بالمئة من الاصوات مقابل 66 للمحافظين. لكن محللين اعتبروا ان النتيجة النهائية لا تزال غير واضحة حيث لا تزال النتائج غير محسومة في عدد من المقاعد في كوينزلاند ونيوويلز الجنوبية. ودعي حوالى 14 مليون ناخب في استراليا للادلاء باصواتهم السبت في الانتخابات التشريعية وكشف استطلاع للرأي عند مغادرة ناخبين مراكز الاقتراع تقدم حزب العمال لكن بغالبية ضئيلة. كما افاد استطلاع لشبكة تشانل ناين ان حزب غيلارد حصل على 52 بالمئة من الاصوات مقابل 48 بالمئة للمعارضة بقيادة ابوت. كما رجح استطلاع آخر على شبكة سكاي نيوز حصول حزب غيلارد على 51 بالمئة من الاصوات مقابل 49 بالمئة للمعارضة. ويصوت الناخبون في استراليا حيث التصويت اجباري، لاختيار اعضاء مجلس النواب ال150 ونصف اعضاء مجلس الشيوخ، اي 76 سناتورا. ودعت غيلارد (48 عاما) التي تولت رئاسة الحكومة بعد اقصائها في حزيران/يونيو كيفن راد عن المنصب، الى هذه الانتخابات المبكرة للاستفادة من تحسن شعبية العماليين في استطلاعات الرأي. لكن مع تقدم الحملة الانتخابية، تضاءل الفارق بينها وبين خصمها المحافظ توني ابوت وقد اظهر استطلاع للراي اجراه معهد "نيوزبول" ونشرت نتائجه الجمعة ان الحزب العمالي والائتلاف الليبرالي الوطني متعادلان في نوايا التصويت. لكن غيلارد تمكنت من التقدم بشكل طفيف على خصمها المحافظ توني آبوت، بحسب آخر استطلاع للرأي اشار الى تقدمها بفارق اربع نقاط الاثنين لتحصل على 52 بالمئة من الاصوات مقابل 48 بالمئة للمحافظين. واشار استطلاع للرأي اجراه معهد روي مورغان السبت الى انها ستتقدم بنسبة 51 بالمئة مقابل 49 بالمئة بينما نشر في اليوم نفسه استطلاع آخر اجراه معهد نيلسن اشار الى انها ستتقدمه بفارق كبير 53 بالمئة مقابل 47 بالمئة. لكن لا شيء يبدو محسوما كما يرى المحللون الذين يتوقعون حتى برلمانا بدون اغلبية للمرة الاولى منذ سبعين عاما، وبالتحديد منذ 1940. وقالت غيلارد "في كل مرة يسألوني عما اتوقعه اقول ان المنافسة ستكون حادة وهذا يتأكد". وغيلارد المحامية السابقة العزباء صاحبة الارادة القوية والتي كانت نائبة لرئيس الوزراء راد منذ 2007، برهنت على انها من الاعضاء الاكثر فاعلية في الحكومة. وتدفع غيلارد التي اصبحت في حزيران/يونيو اول امرأة تتولى رئاسة الحكومة في استراليا، اليوم ثمن اسلوبها الفظ في الوصول الى السلطة. وبين مرشحين يكشفان بشكل واضح الفروق بينهما -- غيلارد العزباء التي تؤكد انها ما كانت ستتمكن من النجاح في حياة اسرية ومهنية في آن معا، وتوني ابوت (52 عاما) الكاثوليكي الذي يدافع عن الاسرة --، لم تنطلق حملة انتخابية فعلية وصفها عدد من المراقبين بالباهتة. وشدد العماليون بقيادة غيلارد على نجاحهم الاقتصادي اذ ان استراليا كانت بفضل خطة انعاش واسعة، الاقتصاد المتطور الوحيد الذي تجنب الانكماش خلال الازمة. وتعد الحكومة الحالية بمواصلة الاستثمارات في البنى التحتية وخصوصا ما قيمته 30 مليار يورو في شبكة واسعة للانترنت ومشاريع صحية وتعليمية. لكن خطة غير شعبية بفرض ضرائب على الارباح الهائلة لقطاع المناجم، يضر بها. اما المحافظون فقد تعهدوا خفض النفقات العامة "ووقف سفن" طالبي اللجوء. وقد تتأثر نتيجة اقتراع السبت بقضية الهجرة غير المشروعة في بلد يتدفق عليه الافغان والسريلانكيون بعد رحلات منهكة. واكد الناطق باسم العماليين كريس باون ان "المنافسة حادة جدا ولا تسمح باطلاق تكهنات"، مؤكدا ان "الانتخابات تشهد اقوى منافسة منذ خمسين عاما".