باريس (رويترز) - أرسلت فرنسا قوات إلى جمهورية افريقيا الوسطى يوم الجمعة في ثاني تدخل كبير لها في إفريقيا خلال عام بهدف الحد من أعمال العنف الدائرة بين مسلمين ومسيحيين والتي أودت بحياة أكثر من 185 شخصا هذا الأسبوع وتنذر بالتحول إلى مذابح بين المدنيين. وبدأ مئات الجنود يصلون إلى افريقيا الوسطى من دول مجاورة رغم أن باريس قالت إن فرقة صغيرة من القوات الفرنسية المتمركزة بالفعل في مطار بانجي قتلت عددا من المسلحين المجهولين يوم الخميس قبل ساعات من إعطاء الأممالمتحدة الضوء الأخضر للمهمة الرامية إلى استعادة الأمن في البلاد. وشعر سكان بانجي بالتفاؤل الحذر حيال انتشار القوات الفرنسية ولكن شاهدا في أحد الأحياء قال إن متمردين سابقين معظمهم من المسلمين قتلوا عدة أشخاص في مداهمات للمنازل. وقال رئيس أساقفة بانجي إن 39 شخصا قتلوا الخميس والجمعة. في الوقت نفسه تواصلت الاشتباكات أيضا في بوسانجوا إلى الشمال من بانجي حيث قال عامل إغاثة إن ما لا يقل عن 30 شخصا لقوا حتفهم. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان لإذاعة فرنسا الدولية إن "العملية بدأت فعليا." وأضاف أن سرية وصلت إلى بانجي من قاعدة فرنسية في الجابون المجاورة وإن مجموعة من طائرات الهليكوبتر ستصل في وقت لاحق الجمعة. ووصف الوزير ليلة الجمعة بأنها هادئة بعد اشتباكات دارت الخميس بين المتمردين الإسلاميين السابقين الذين يديرون شؤون البلاد حاليا وبين ميليشيا مسيحية ومقاتلين موالين للرئيس المخلوع فرانسوا بوزيزي. وقال شاهد من رويترز وعامل إغاثة إن 105 قتلى على الأقل سقطوا في بانجي يوم الخميس. وقتل ما لا يقل عن 12 مدنيا في هجوم خارج العاصمة في وقت سابق هذا الأسبوع. وقال لودريان إنه "ليس مستحيلا" أن تقلص فرنسا وجودها بعد ستة أشهر ولكن رئيس وزراء جمهورية إفريقيا الوسطى نيكولا تيانجاي قال إن من المرجح أن تضطر القوات للبقاء فترة أطول. وقال تيانجاي لإذاعة فرنسا الدولية "تبدو الأشهر الستة في نظري فترة قصيرة بعض الشيء. ففي رأيي نحن نتطلع إلى عام. وإذا تمكنت (القوات الفرنسية) من حل المشكلات فسيكون ذلك أفضل بكثير ولكني أفضل بقاءها سنة." وذكرت بريطانيا أنها ستوفر طائرة لنقل المعدات الفرنسية في علامة على اتساع نطاق التدخل. وقالت فرنسا إن قواتها ستركز في البداية على تأمين بانجي والطرق المؤدية إلى تشاد والكاميرون. وستنتشر القوات الفرنسية أيضا مع قوات افريقية في بلدات أخرى من بينها بوسانجوا الواقعة على مسافة نحو 300 كيلومتر شمالي العاصمة والتي قال شهود إنها تعرضت لإطلاق نار كثيف من جانب المتمردين السابقين يوم الخميس. وقال عامل إغاثة في بوسانجوا إن القتال استمر هناك يوم الجمعة مما يبرز حجم التحدي الذي تواجهه القوات الفرنسية في البلدة التي فر عشرات الآلاف من سكانها ومعظمهم مسيحيون من منازلهم. وسقط نحو 30 قتيلا جراء أعمال العنف التي وقعت الخميس. من ايمانويل براون وبول مارين نجوبانا