قال مسؤولون تنفيذيون في كبرى وكالات الانباء العالمية خلال مؤتمر دولي في الرياض الثلاثاء ان هناك ازمة في هذا القطاع الاعلامي الرئيسي لكنهم عبروا عن تفاؤلهم حيال تجاوزها عبر تقديم خدمات تتماشى مع طلبات الزبائن. وقال رئيس مجلس ادارة وكالة فرانس برس المدير التنفيذي ايمانويل هوغ ان المشهد الاعلامي يشهد تغييرا مشيرا الى نقاط اساسية لانجاح عمل وكالات الانباء. واضاف اولها "ان النص لم يعد كافيا وبعد الصور نحتاج الى الفيديو لكن الفيديو لم يعد كافيا ايضا، كما يجب ايجاد رابط بين كل هذه المنتجات". وتابع هوغ امام مشاركين في المؤتمر الرابع لوكالات الانباء العالمية ان "الكل يعرف بحادث ما في حال حصوله والسؤال هو كيف حدث ذلك ولماذا ومسالة الخلفية ضرورية جدا وهنا تكمن قيمة العمل". واعتبر ان "وقت التعاون مع مالكي المصادر الاخرى قد بدا لذا، فان المعلومات مسألة استراتيجية". وقال "اعتقد باننا جميعا نعرف، نوعا ما، ما يتوجب علينا عمله نحن بحاجة الى وقت وامكانيات استثمارية حقيقية (...) لكن يجب ان لا ننسى باننا لسنا وسيلة اعلام انما وكالات انباء". ورأى هوغ ان وكالات الانباء ربحت سابقا "معركة المعلومات خلال عقود (...) لكننا لم نربحها لوحدنا فعلنا ذلك بمساعدة الصحف ووسائل البث". وقال "رغم ذلك فان نوعية المنافسة اليوم والمصاعب الاقتصادية تجعلنا لا تشعر بالسعادة (..) فالتغييرات تتسارع في المشهد الاعلامي". واكد هوغ "نواجه اليوم تحديات وصعوبات لكن لدينا القيم والاسباب الجيدة (..) اود ان اكون متفائلا". من جهته، قال المدير التنفيذي لوكالة اسوشيتيد برس غاري بروت ان الفيديو هو مستقبل وكالات الانباء فهو المادة المطلوبة اكثر من غيرها بين المنتجات. واضاف ان وكالات الانباء "تواجه تحديات لكنها تتمتع بقوة حيوية وما عليها الا ان تتكيف مع متطلبات السوق (...) الامر ليس سهلا لكننا سنفعل ذلك". بدوره، دعا ستيفن شوارتز من رويترز الى تقديم المزيد من الخدمات لان الزبائن يطلبون تطوير وسائط الاتصال من صورة وفيديو ونص تتفاعل بسرعة. وكان زير الثقافة والاعلام السعودي عبد العزيز خوجة قال خلال افتتاح المؤتمر مساء الاثنين ان ملاحقة المتغيرات الاعلامية والتطور المتسارع في هذا المجال ووسائله وتقنياته تمثل سباقا مع الزمن. واضاف ان عالم اليوم مليء بالمتغيرات "بل وبالمتناقضات التي اختلت احيانا معها الموازين ويعيش ثورة هائلة في مجال تقنية الاتصال وتبادل وتدفق المعلومات ومنافسة محتدمة بين أجهزة الاعلام". وتابع ان المؤتمر "يجمع هيئات ومؤسسات اعلامية كبرى عليها مسؤوليات تجاه مساعدة نظيراتها التي لا تزال في طور النمو (...) ومن المنتظر والمأمول أن يشهد تبادلا للخبرات والتجارب ويكرس تعاونا يستظل بفيئه الجميع". ويبحث المؤتمر محاور عدة لتطوير عمل الوكالات على مختلف الاصعدة وخصوصا كيفية الاستفادة من "الفرص الجديدة" وتامين "احتياجات الصحف" وغيرها من المحاور. وقال عبد الله الحسين رئيس وكالة الانباء السعودية التي تستضيف وتتراس المؤتمر الرابع من نوعه، ان "هذه المرحلة تشهد ثورة هائلة في مجال الاعلام وتقنية الاتصال وتبادل المعلومات" . ودعا الى "عمل جاد لمواكبة التطورات والمتغيرات وتحديات القرن الحادي والعشرين (...) للنهوض بمهام وكالات الأنباء وتحسين أداء عملها وتعزيز دورها كونها لا تزال المنتج الإخباري الرئيس رغم ظهور وسائل اعلام جديدة". واعرب عن الامل في ان يشكل المؤتمر "نقلة نوعية في مجال وضع أسس تعاون بناءة بين وكالات الأنباء وفي مجال تبادل التجارب والخبرات". وسيبحث المشاركون محاور اختارها المجلس الدولي لوكالات الانباء وابرزها "منتجات وخدمات جديدة في الاسواق" و"وسائل الاعلام الاجتماعية والمنابر الاخبارية الرقمية" و"كيف تستطيع وكالات الانباء دعم الاحتياجات المستقبلية للصحف". وكان الحسين اعلن السبت ان المؤتمر "ليس منتدى للحوار السياسي بين وكالات الانباء ومسؤولي اجهزة الاعلام بل تجمع اعلامي دولي يبحث الرؤى الاعلامية التي تقدمها وكالات الانباء في العالم لبث اخبار وتقارير تهم المتابعين للاحداث العالمية". كما يشارك ثلاثون متحدثا متخصصا في مجال الإعلام وتقنية المعلومات والاتصال في المؤتمر الذي يعقد تحت عنوان "اعادة تشكيل وكالة انباء في القرن الحادي والعشرين". وفكرة عقد مؤتمر دولي لوكالات الانباء بدات عام 2004 مع تدفق الزخم الهائل في حجم تبادل المعلومات من خلال وسائل الاتصال الحديثة، وسرعة تناولها الامر الذي اسفر عن تاسيس مجلس وكالات الانباء المكلف تنظيم مؤتمر دولي للوكالات في العالم كل ثلاثة أعوام واعداد برنامجه. وقد عقد المؤتمر الاول في روسيا في ايلول/سبتمبر 2004، والثاني في استيبونا باسبانيا عام 2007 والثالث في الارجنتين العام 2010.