اعلنت الاطراف المختلفة في النزاع السوري مواقف متناقضة حول مستقبل الرئيس السوري بشار الاسد ما يضاعف الضغوط على مبعوث الاممالمتحدة الاخضر الابراهيمي والمسؤولين الاميركيين والروس الذين اجتمعوا الثلاثاء لتحديد موعد لمؤتمر جنيف 2 للسلام. وقال مصدر روسي لوكالة ايتار تاس الرسمية الثلاثاء ان مؤتمر جنيف-2 الذي كان مرتقبا اساسا في تشرين الثاني/نوفمبر لن يعقد قبل كانون الاول/ديسمبر. وقال المصدر القريب من المشاورات الجارية في جلسة مغلقة بين روسيا والولايات المتحدةوالاممالمتحدة في جنيف "المؤتمر لن يعقد قبل كانون الاول/ديسمبر". وتبقى نقطة الخلاف الرئيسية مصير الرئيس السوري في الفترة الانتقالية حيث طرح عدد من المجموعات في المعارضة المنقسمة جدا حيال مشاركتها شرطا مسبقا بضمان رحيله. واكد وزير الاعلام السوري عمران الزعبي الاثنين ان نظام الرئيس بشار الاسد لن يذهب الى جنيف-2 "لتسليم السلطة"، وهو ما تطالب به المعارضة والدول الداعمة لها. وقال الزعبي "نحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة كما يتمنى (وزير الخارجية السعودي سعود) الفيصل وبعض معارضي الخارج لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة"، وذلك في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا). والاثنين اكد الفيصل الذي تدعم بلاده المعارضة السورية امام نظيره الاميركي جون كيري ان المفاوضات حول الازمة السورية "لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية". واجرى الابراهيمي صباح الثلاثاء محادثات مع نائبي وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف وغينادي غاتيلوف ومساعدة وزير الخارجية الاميركي للشؤون السياسية ويندي شيرمان. وتلا هذا الاجتماع بعد الظهر اجتماع موسع انضم اليه ممثلو الدول الثلاث الاخرى الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي وهي الصين وفرنسا وبريطانيا. واعلنت الاممالمتحدة انه تقرر دعوة ممثلين عن اربع دول مجاورة لسوريا ايضا هي العراق والاردن ولبنان وتركيا وممثل عن الجامعة العربية واخر عن الاممالمتحدة. واعتبر توسيع الاجتماع في الاوساط الدبلوماسية في الاممالمتحدة على انه اشارة الى تسريع التحضيرات لمؤتمر جنيف-2. وادى النزاع السوري المستمر منذ اذار/مارس 2011 الى تهجير اكثر من ستة ملايين شخص من منازلهم ولجوء مليونين منهم الى خارج البلاد، بحسب ارقام الاممالمتحدة، اضافة الى مقتل اكثر من 120 الف شخص، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وكان مؤتمر جنيف 1 الذي عقد على مستوى وزراء الخارجية في 30 حزيران/يونيو 2012 اقر خطة للانتقال السياسي لكنها لم تطبق. ونقطة الخلاف الاخرى بين الروس والاميركيين ايضا هي مشاركة ايران. فقد كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الثلاثاء القول في موسكو انه يجب دعوة ايران الى المؤتمر. وقال "كل الذين لديهم تاثير على الوضع يجب ان تتم دعوتهم بالتاكيد الى المؤتمر. وهذا يشمل كل الدول المجاورة لسوريا وكل دول الخليج تقريبا، ليس فقط الدول العربية وانما ايران ايضا". والاسبوع الماضي، اعرب الابراهيمي بعد جولة على المنطقة تخللتها زيارة الى دمشق التقى خلالها الاسد عن امله في ان يعقد مؤتمر جنيف-2 "في الاسابيع المقبلة وليس العام المقبل". وقال الابراهيمي ان الموعد النهائي لجنيف-2 سيتم "اعلانه في الايام المقبلة"، علما بان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون هو الذي سيوجه الدعوات لهذا المؤتمر. وشدد الدبلوماسي الجزائري يومها ايضا على ضرورة ان تشارك في المؤتمر المعارضة السورية المنقسمة بشكل حاد حول هذه المسألة. وقال "اذا لم تشارك لن يكون هناك مؤتمر جنيف". ودعا وزراء الخارجية العرب مساء الاحد في القاهرة "جميع أطراف المعارضة السورية بقيادة الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة السورية إلى التجاوب مع الجهود المبذولة لعقد مؤتمر جنيف2 والتعجيل بتشكيل وفدها لحضور هذا المؤتمر"، بحسب بيان اصدروه. وتجتمع المعارضة في 9 تشرين الثاني/نوفمبر في اسطنبول لاتخاذ قرار بشأن المشاركة في جنيف-2. ويرفض المجلس الوطني السوري، اكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض، المشاركة فيه "في ظل المعطيات والظروف الحالية" مهددا بانه "لن يبقى في الائتلاف اذا قرر ان يذهب الى جنيف". وقد اعتبرت مجموعات سورية مقاتلة بارزة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر ان المشاركة في مؤتمر جنيف 2 لحل النزاع هي "خيانة". واعتبرت 19 مجموعة معارضة مسلحة في بيان ان هذا المؤتمر يشكل "حلقة في سلسلة مؤامرات الالتفاف على ثورة الشعب في سوريا واجهاضها"، وان المشاركة فيه ستعد "متاجرة بدماء شهدائنا وخيانة (...) تستوجب المثول امام محاكمنا".