قتل اربعة اشخاص واصيب 45 اخرون الجمعة في اشتباكات متفرقة بين متظاهرين مناصرين لجماعة الاخوان المسلمين في مصر من جهة والامن المصري والاهالي من جهة اخرى في القاهرة ومدن اخرى قبل يومين من احتفالات الجيش والمصريين بانتصارات اكتوبر الاحد، حسمبا افاد مسؤول طبي لوكالة فرانس برس. واطلقت الشرطة المصرية الجمعة الرصاص الحي في الهواء وقنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق متظاهرين اسلاميين مناصرين لجماعة الاخوان المسلمين حاولوا دخول ميدان التحرير، ذلك فيما اندلع ما يشبه حرب شوارع اثر اشتباك مسيرات لمتظاهرين مناصرين لجماعة الاخوان المسلمين بالاهالي وقوات الامن في مناطق متفرقة في القاهرة وغيرها من المدن، حسبما افاد صحافي وشهود عيان لوكالة فرانس برس. وقال خالد الخطيب رئيس الادارة المركزية للرعاية العاجلة في وزارة الصحة ان "اربعة اشخاص قتلوا الجمعة في القاهرة واصيب 40 اخرون في اشتباكات مختلفة عبر البلاد ". واوضح الخطيب ان "القتلى لا يوجد بينهم رجال امن". وقال احمد الانصاري رئيس هيئة الاسعاف المصرية ان "45 شخصا اصيبوا باصابات مختلفة في القاهرة وامدن مصرية اخرى" موضحا ان "الاصابات توزعت بين طلق ناري وخرطوش واختناقات من الغاز المسيل للدموع والكدمات". وحاول انصار جماعة الاخوان المسلمين الدخول الى ميدان التحرير من اكثر من منفذ استجابة لدعوة "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، المؤيد للاخوان المسلمين والرئيس المعزول محمد مرسي، للتظاهر في ميدان التحرير من الجمعة للاحد فيما اسمته مليونية "القاهرة عاصمة الثورة". ويكتسب ميدان التحرير طابعا رمزيا خاصا لدى ملايين المصريين بعدما اصبح ايقونة الثورة الشعبية التي اطاحت بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك في شباط/فبراير 2011. واطلق افراد الشرطة كمية كبيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع على مئات من المتظاهرين الاسلاميين الذين كانوا يرددون "الله اكبر". كما اطلقت الشرطة الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين. وقالت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان قوات الجيش منعت دخول مسيرات لانصار الاخوان من منفذي كورنيش النيل لقصر العيني حيث دارت اشتباكات متقطعة. ومنذ الصباح الباكر، اغلق الجيش باستخدام المدرعات والاسلاك الشائكة كل المداخل المؤدية لميدان التحرير مانعا دخول السيارات والمارة بشكل كامل. وقال مراسل لفرانس برس ان "الاهالي القوا الحجارة على مسيرة للاخوان المسلمين في منطقة ميدان عبد المنعم رياض" المتاخم للتحرير. واظهرت لقطات بثتها قناة "اون تي في" الفضائية الخاصة الامن يطلق قنابل الغاز المسيل للدموع على متظاهرين في طريقهم للتحرير قرب كوبري الجلاء. وفي هذه الاثناء، اندلعت اشتباكات بين مؤيدي مرسي والاهالي في مناطق متفرقة في العاصمة المصرية القاهرة، حسبما قال شهود عيان لوكالة فرانس برس. وعقب صلاة الجمعة،انطلقت مسيرات ضمت المئات من انصار مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في مدن مصرية عدة. وفي حي المنيل غرب القاهرة، اشتبك الاهالي وانصار مرسي بالاسلحة النارية بعدما هتف انصار مرسي ضد الجيش وقائده وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي. وقالت شاهدة العيان ريهام العناني ان "المئات من انصار مرسي هتفوا ضد الجيش والسيسي ما دفع الاهالي لرفض مرورهم والاشتباك معهم"، واضافت الشاهدة التي رات الاشتباكات من شرفة منزلها "حدث تبادل لاطلاق النار من اسلحة الخرطوش بين الجانبين". وتكررت الاشتباكات في حي شبرا شمال القاهرة ما استدعى تدخل الشرطة لتفريق الطرفين. وقال مصدر امني "تبادل الاهالي ومسيرة الإخوان التي انطلقت من مسجد الخازندار عقب صلاة الجمعة، التراشق بالحجارة". وقال شاهد العيان احمد جمعة لفرانس برس ان "الامن تدخل للتفريق بين الجانبين ثم قام بمطاردة انصار الاخوان". وشارك الاف من انصار الاخوان في مسيرة كبيرة في ضاحية مدينة نصر على مقربة من منطقة رابعة العدوية التي شهدت اعتصاما للاسلاميين فضته السلطات المصرية بالقوة قبل نحو شهرين ما خلف مئات القتلى. وهتف انصار الاخوان "مرسي مرسي" والداخلية بلطجية" و"القصاص..القصاص" رافعين اوراقا صفراء صغيرة عليها صورة يد تشير الى الرقم اربعة، في اشارة لرابعة العدوية، بحسب مصور لفرانس برس. وحمل اخرون اعلاما كبيرة عليها صور لبعض قتلى الاحداث الاخيرة في طريق المسيرة الى منطقة رابعة العدوية. وقالت شيرين محمد "كل فعالية نقوم بها تكسر جزءا من الانقلاب"، في اشارة منها لعزل الجيش المصري لمرسي في 3 تموز/يوليو الفائت اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله. واغلقت قوات الجيش والشرطة المنافذ بشكل كامل لمنع وصول المسيرة. وعلى مقربة من مقر وزارة الدفاع المصرية في ضاحية العباسية، اندلعت اشتباكات بين الاهالي ومتظاهرين اسلاميين حاولوا التوجه للوزارة في مسيرة كبيرة. وفي مدينة الاسكندرية الساحلية (شمال البلاد)، اشتبك انصار جماعة الاخوان المسلمين والاهالي بالحجارة وطلقات الخرطوش في منطقة العصافرة شرق المدينة، حسبما افادت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية. الى ذلك، اعلن حزب الدستور المصري ان المتحدث باسمه خالد داوود تعرض لاعتداء بطعنتين في الصدر واليد في القاهرة، حسمبا افادت وكالة انباء الشرق الاوسط. وتحل ذكرى انتصار الجيش المصري في "حرب اكتوبر" 1973 الاحد المقبل وهو ما يثير مخاوف من حدوث مواجهات بين مؤيدي ومعارضي الجيش من انصار الاخوان المسلمين. وبعد مرور شهر ايلول/سبتمبر دون وقائع عنف كبيرة، يخشى المصريون من تكرار احداث العنف يوم الاحد القادم خاصة مع وجود دعوات شعبية للاحتفاء بالجيش في ميداني التحرير والاتحادية. وقررت السلطات المصرية اغلاق ميدان التحرير ومنطقة الاتحادية حتى الرابعة من عصر السبت وذلك "فى إطار الاجراءات المشددة التى تتخذها القوات المسلحة والشرطة لتأمين احتفالات اكتوبر والمواطنيين"، حسبما افاد التلفزيون المصري الرسمي. وتشهد مصر اضطرابات امنية واقتصادية منذ عزل مرسي في تموز/يوليو . ومنذ ذلك الحين قتل قرابة 1500 شخص في اعمال عنف عبر البلاد معظمهم من الاسلاميين بحسب الارقام الرسمية.