تظاهر نحو مئتي شخص من ابناء القدس وعرب اسرائيل الاربعاء عند مدخل مقبرة مأمن الله الاثرية في القدسالغربية احتجاجا على قيام جرافات اسرائيلية بازالة عدد من قبورها الاسبوع الماضي. ودعا الى التظاهرة المسؤولون عن المقبرة ومؤسسة الاقصى للوقف والتراث ومنظمات فلسطينية. وسمحت الشرطة الاسرائيلية بالتظاهرة على ان لا يتجاوز عدد المتظاهرين المئتين. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "اين حرمة الاموات؟" و"الاعتداء على القبور جريمة"، واخرى بالانكليزية كتب عليها "مجتمع متحضر يترك الموتى يرقدون بسلام" و"انقذوا مقابرنا من الدمار والتدنيس". وقال رئيس مؤسسة الاقصى للوقف والتراث زكي اغبارية لوكالة فرانس برس "نحن هنا اليوم مع جماهيرنا لنستمر في نشاطنا لحماية ما تبقى من مقبرة مأمن الله والاحتجاج على نشاط المؤسسة الاسرائيلية الاحتلالية الذي يهدف الى طمس المعالم الاسلامية العربية في المقبرة واخفاء معالمها". واضاف "بالرغم من اننا استصدرنا من البلدية تصاريح للترميم وتنظيف المقبرة وعمنلنا لمدة سبع اشهر متتالية الا اننا فوجئنا بالجرافات الاسرائيلية وشاحنات كبيرة ازالت ليل الاثنين-الثلاثاء الماضي نحو مئتي قبر". وتابع "كان الخلاف بيننا وبين البلدية على ثلاثين قبرا تناثرت حجارتها وقمنا بصيانتها وادعت البلدية ان هذه القبور غير حقيقية بنيناها حديثا". وتساءل "اذا كان الخلاف على ثلاثين قبرا لماذا يجرفون نحو مئتين؟". وكانت مؤسسة الاقصى اكدت ان جرافات اسرائيلية ازالت ليل 9-10 آب/اغسطس اكثر من مئتي قبر من هذه المقبرة الاثرية في القدس حيث يجري العمل على اقامة متحف اسرائيلي للتسامح. واضاف اغبارية "استصدرنا امرا من المحكمة في 12 من الشهر الجاري بوقف التجريف، على ان يجري تنسيق بيننا وبين البلدية على كل قبر يشك في انه غير حقيقي". من جهته قال الدكتور ناجح بكيرات الاستاذ المحاضر في جامعة القدس ورئيس قسم المخطوطات بالتراث لوكالة فرانس برس ان الجرافات الاسرائيلية "حطمت ايضا نحو 30 شاهدا تذكر الاسم وتاريخ الوفاة. نحن نحاول ان نحافظ على البقية الباقية". وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية اصدرت في تشرين الاول 2008 قرارا يسمح بمباشرة اعمال بناء "متحف التسامح" في المقبرة، بعدما امرت في 2006 بتجميد اعمال البناء فيها اثر اعتراض تقدمت بها هيئات اسلامية. وتضم مقبرة مأمن الله قبورا اسلامية تعود الى قرون خلت. وكانت السلطات الاسرائيلية حولت مساحات كبيرة من المقبرة الى حديقة عامة تسمى حديقة الاستقلال، بينما بقي جزء منها على حاله وهو الجزء المنوي بناء المتحف عليه. ويمول المشروع الذي تقدر تكاليفه بنحو 150 مليون دولار، مركز سيمون فايزنتال الذي بنى متحفا مشابها في لوس انجليس.