القدس المحتلة: زعمت بلدية الاحتلال في القدسالمحتلة ان القبور التي ازالتها الجرافات الاسرائيلية في مقبرة "مأمن الله" التاريخية الاسلامية في المدينة المقدسية الاثنين الماضي "قبور مزيفة" بنيت بهدف الاستحواذ على ارض حكومية. وذكرت صحيفة " فلسطين" ان الحركة الاسلامية نفت الادعاءات الاسرائيلية، مؤكدة ان دولة الاحتلال ازالت 300 قبر من القبور المسلمة التي خضعت حديثا للتجديد في مقبرة "مأمن الله" الموجودة منذ قرون عدة وسط حديقة واسعة يقع القسم الاكبر منها غرب القدسالمحتلة منذ عام 1948. واقر مجلس بلدية القدس الخميس بإزالة نحو 300 قبر من المقبرة، لكنه ادعى إنها "ليست قبورا حقيقة ولا تحوي على اي هياكل بشرية". وقال المجلس ان "البلدية وسلطة الاراضي الإسرائيلية هدمت نحو 300 قبر مزيفة اقيمت بصورة غير مشروعة في حديقة الاستقلال على اراض اميرية". واضاف في بيان له: "ان المحكمة وافقت على ازالة كل الشواهد المزيفة التي اقيمت خلال الشهور السبعة الماضية"، في ما اعتبرته "عملية غش، هي الاكبر في السنوات الماضية، بهدف وضع اليد بصورة غير قانونية على أراضٍ حكومية"- على حد زعمه. وتمادت المزاعم الاسرائيلية حول هدمها للمقبرة الاسلامية ان الجرافات لم تعثر تحت القبور سوى على "زجاجات بلاستيكية وعلب سجائر ورشاشات مياه". ولكن الحركة الاسلامية نفت ما قالته البلدية بان القبور مزيفة، مؤكدة انها كانت جميعها تحتوي على رفات آدمية. وقال محمد ابو عطا المتحدث باسم مؤسسة الاقصى للوقف والتراث التابعة للحركة الاسلامية: "ان الجرافات الاسرائيلية ازالت خلال الايام الاربعة الاخيرة 300 قبر من مقبرة مأمن الله" التي يعود تاريخ بناؤها الى القرن الثاني عشر". واضاف: "تم ترميم او اعادة بناء بين 500 الى 600 قبر في الاجمال بموافقة البلدية التي اعترضت فيما بعد على اعمال الترميم"، معتبرة انها تشكل تجاوزا لما تم الاتفاق عليه. واوضح ان "كل القبور التي تم ترميمها وبناؤها تحتوي على جثث، نحن متأكدون من ذلك مئة بالمئة". وتقع المقبرة بالقرب من موقع يجري فيه العمل لاقامة متحف يهودي يدعى متحف "التسامح" تقدر تكاليفه بنحو 150 مليون دولار ويموله مركز سيمون فايزنتال الذي بنى متحفا مشابها في لوس انجيلوس. وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية اصدرت في اكتوبر/ تشرين الاول 2008 قرارا يسمح بمباشرة اعمال بناء "متحف التسامح" في المقبرة. وكانت أمرت في 2006 بتجميد اعمال البناء اثر اعتراض هيئات اسلامية. وحولت السلطات الإسرائيلية مساحات كبيرة من المقبرة الى حديقة عامة سمتها حديقة "الاستقلال" ثم بنت موقفا للسيارات على جزء آخر وهو الجزء الذي يجري بناء المتحف عليه بالقرب القبور المتبقية.