في خطوة استفزازية جديدة وتزامنا مع حلول الجمعة الاولى من شهر رمضان المبارك قامت الحكومة الإسرائيلية بنشر الآلاف من عناصر الشرطة والجيش في محيط الحرم المقدسي الشريف وأزقة البلدة العتيقة ، كما فرضت قيودا على سكان الضفة الغربية تمنع وصولهم إلى القدسالمحتلة. وسمح فقط للرجال فوق سن ال 50 وللنساء فوق سن ال 45 بالدخول بمطلق الحرية في حين يُسمح للرجال المتزوجين بين سن الخامسة والاربعين والخمسين وللنساء بين سن ال 30 وال 45 بالدخول بتصاريح خاصة.
في المقابل أعلن شموليك بن روبي الناطق باسم الشرطة الإسرائيلية أن الاخيرة قامت بنشر ألفين من عناصرها الجمعة في القدسالمحتلة بمناسبة اول صلاة جمعة في شهر رمضان ، موضحا بقوله : "نشرنا الفي شرطي لمواجهة اي احتمال إلا أن الشرطة لم تتحدث عن أي معلومات حول احتمال وقوع مواجهات" حسب قوله .
ويأتي الاستفزاز الإسرائيلي بعد ساعات من أخر قامت بها بلدية القدس بإطلاقها مزاعم ان القبور التي ازالتها جرافات اسرائيلية بمقبرة مأمن الله التاريخية بالبلدة الاثنين الماضي هي قبور" مزيفة" وانها بنيت بهدف الاستحواذ على ارض حكومية إسرائيلية ، ونفت مؤسسة الأقصى تماما ادعاءات البلدية الاسرائيلية، مؤكدة ان السلطات ازالت قبورا مسلمة خضعت حديثا للتجديد في مقبرة مأمن الله الموجودة منذ قرون عدة وسط حديقة واسعة يقع القسم الاكبر منها في القدسالغربية.
وتقع المقبرة بالقرب من موقع يجري فيه العمل لاقامة "متحف للتسامح" تقدر تكاليفه بنحو 150 مليون دولار ويموله مركز سيمون فايزنتال الذي بنى متحفا مشابها في لوس انجلز ، واقر مجلس بلدية القدس مؤخرا بازالة نحو 300 قبر من المقبرة، لكنه قال انها ليست قبورا حقيقة ولا تحوي على اي هياكل بشرية. وقال المجلس ان "البلدية وسلطة الاراضي الاسرائيلية هدمت نحو 300 قبر مزيفة اقيمت بصورة غير مشروعة في حديقة الاستقلال على اراض اميرية" .
واضاف في بيان ان "المحكمة وافقت على ازالة كل الشواهد المزيفة التي اقيمت خلال الشهور السبعة الماضية"، في ما اعتبرته "عملية غش، هي الاكبر في السنوات الماضية، بهدف وضع اليد بصورة غير قانونية على اراض حكومية". واكد البيان ان الجرافات لم تعثر تحت القبور سوى على "زجاجات بلاستيكية وعلب سجائر ورشاشات مياه".
ولكن مؤسسة الاقصى نفت تماما ما قالته البلدية بان القبور مزيفة، مؤكدة انها كانت جميعها تحتوي على رفات آدمية ، وقال محمد ابو عطا، المتحدث باسم مؤسسة الاقصى للوقف والتراث ان "الجرافات الاسرائيلية ازالت خلال أربعة أيام 300 قبر من مقبرة مأمن الله" التي يعود تاريخ بناؤها الى القرن الثاني عشرموضحا أنه تم ترميم او اعادة بناء بين 500 الى 600 قبر في الاجمال بموافقة البلدية" التي اعترضت في ما بعد على اعمال الترميم، معتبرة انها تشكل تجاوزا لما تم الاتفاق عليه. واوضح ان "كل القبور التي تم ترميمها وبناؤها تحتوي على جثث، نحن متأكدون من ذلك مئة بالمئة".
وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية اصدرت في نوفمبر 2008 قرارا يسمح بمباشرة اعمال بناء "متحف التسامح" في المقبرة ، وكانت المحكمة قد امرت في 2006 بتجميد اعمال البناء اثر اعتراض هيئات اسلامية ،وحولت السلطات الاسرائيلية مساحات كبيرة من المقبرة الى حديقة عامة تسمى حديقة الاستقلال ثم بنت موقفا للسيارات على جزء اخر وهو الجزء الذي يجري بناء المتحف عليه بالقرب القبور المتبقية.
في سياق منفصل رفض محمد زيدان رئيس لجنة متابعة الشئون العربية بمناطق عرب 48 دعوة من الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز لتناول طعام الإفطار على مائدته ، وهي الدعوة التي تم توجيهها لزيدان لتناول الإفطار الثلاثاء المقبل الموافق ال 17 من أغسطس وبعث السيد زيدان برسالة ردا على الدعوة عرض فيها أسباب رفضه القبول ،وقال زيدان في رسالته إن رفضه الدعوة يأتي احتجاجا على سياسات المؤسسة الإسرائيلية العنصرية تجاه المواطنين العرب.
وقال في رسالته إن لشهر رمضان دلالات ومعاني تأتي لتذكر الناس بالآخرين ومعاناتهم ومؤازرتهم، وفي الوقت نفسه تقوم المؤسسة الإسرائيلية بتصعيد ممارساتها العنصرية ضد المواطنين العرب، وكانت آخرها عمليات الهدم المتكررة في النقب والاعتداء على قيادات الجماهير العربية، ومنها قرية العراقيب وتجريف مقبرة مأمن الله في القدس، وغيرها ، معتبرا هذا الموقف يعتبر "أضعف الإيمان احتجاجا على هذه السياسات وحفظا لكرامتنا".