قامت السلطات الإسرائيلية بتجريف ما يقرب من حوالي 300 قبر في مقبرة إسلامية في القدس يعود تاريخُها إلى القرون الوسطى. وقال بيان لبلدية القدس إن القبور مزيفة وقد بُنيت مؤخراً، من قبل نشطاء إسلاميين بهدف الاستحواذ على أراض حكومية. وفيما تقول مؤسسات محلية إن السلطات الإسرائيلية قامت بنبش القبور وإخراج رفات الموتى، تؤكد الأخيرة أن الحركة الإسلامية في إسرائيل استغلت إذناً بترميم القبور، لبناء قبور جديدة مزيفة. لكن الحركة الإسلامية تصر على أن القبور أثرية، احتاج بعضُها للترميم وإعادة البناء، وتتهم المجموعة السلطات الإسرائيلية بانتهاك أمر من المحكمة يمنع تدمير القبور. وردت بلدية القدس في بيانها الرسمي بالقول إن المحكمة سمحت بإزالة القبور المزيفة والتي بنيت في الأشهر السبعة الماضية، وقالت إنها لم تعثر في القبور إلا على عبوات بلاستيكية وعلب سجائر. وكان محمد أبو عطا المتحدث باسم مؤسسة الأقصى أعلن الثلاثاء أن الجرافات الإسرائيلية أزالت أكثر من 200 قبر من مقبرة (مأمن الله)، ثم عادت الأربعاء وأزالت عشرات القبور، بعد أن رفضت محكمة إسرائيلية في مدينة القدس طلباً بوقف أعمال التجريف. وأدان الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لشؤون فلسطين السفير محمد صبيح بشدة، اليوم، تجريف سلطات الاحتلال الإسرائيلية لمقبرة مأمن الله بمدينة القدس، التي تعد من أكبر وأعرق وأهم المقابر في فلسطين. وقال صبيح، في تصريح للصحافيين، 'إن المقبرة تضم رفات 70 ألفا من الصحابة منهم عبادة بن الصامت، إضافة إلى شهداء جيش صلاح الدين الأيوبي، والعديد من العلماء وحفظة القرآن، وغيرهم من الشخصيات التاريخية الذين لهم مكانة عالية في قلوب المسلمين جميعا'. ونبه إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تقوم في هذه الساعات بتجريف مزيد من قبور المقبرة التاريخية بعد ال150 قبرا التي جرفتها مساء أمس الأول. وتابع: 'إن الجامعة العربية تتابع هذه الجريمة النكراء منذ ما يقرب من عام، عندما بدأ الحديث عن إقامة متحف للتسامح مكان المقبرة، وبأموال تأتي من متبرعين متطرفين من الولاياتالمتحدة الأميركية'. ولفت إلى أن 'الجامعة العربية تحركت لوقف هذه الجريمة الخطيرة، وأن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة وزع مذكرات حول هذا الموضوع على مجلس وزراء الخارجية العرب والقمة العربية، كما تحركت الجامعة في هذا الموضوع في الأممالمتحدة، ومنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة 'اليونيسكو'، والمجلس الدولي لحقوق الإنسان لمنع هذه الجريمة'. وأعرب عن استغرابه لتجريف مقبرة بدعوى إقامة متحف للتسامح بين الأديان، محذرا من أن إسرائيل تفتح بهذه الجريمة النكراء بابا أسود خطيرا بالمساس بالمقابر والمقدسات.