المحكمة الإسرائيلية تصادق على بناء متحف فوق مقبرة إسلامية مقبرة مأمن الله في خطوات مبكرة لإجهاض احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009، صادقت المحكمة الإسرائيلية العليا على قرار يسمح لإحدى الشركات اليهودية الأمريكية ببناء متحف أطلق عليه "الكرامة الإنسانية" وذلك كما ذكرت صحيفة "أخبار الأدب" الإسبوعية المصرية فوق أكبر مقبرة إسلامية في القدس تسمى "مأمن الله" التاريخية، وهي أقدم وأكبر مقبرة إسلامية في مدينة القدسالمحتلة، وتضم عددًا من قبور صحابة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. يأتي هذا الإجراء في إطار المحاولات الإسرائيلية الدائمة لتهويد القدس. احتلت المنظمات الصهيونية عام 1948 الجزء الغربي من مدينة القدس فسقطت من ضمنها مقبرة "مأمن الله"، وفي العام نفسه أُعلن عن إنشاء الكيان الصهيوني، الذي بدوره أقرّ قانوناً بموجبه تعتبر جميع الأراضي الوقفية الإسلامية وما فيها من مقابر ومقامات ومساجد، أراض تدعى "أملاك الغائبين" ويديرها "حارس أملاك الغائبين"، وله حق التصرف بها، وبذلك أصبحت مقبرة "مأمن الله" ضمن هذه الأملاك المستولى عليها. ومنذ ذلك الحين دأب الصهاينة على تغيير معالم المقبرة وطمس كل أثر فيها، حتى أنه لم يتبق فيها سوى أقل من خمسة في المائة من القبور، وقُدِّرت المساحة المتبقية فيها بحوالي ثمانية في المائة من المساحة الأصلية. أوائل طلائع الجيوش اليهودية 1967 أمام القدس وفي عام 1967 حوّل الكيان الصهيوني جزء كبير من المقبرة إلى حديقة عامة دُعيت "حديقة الاستقلال"، حيث جُرفت أراضي المقبرة ونُبشت القبور وهياكل الموتى فيها، وشُقّت الطرق في أجزاء منها، كما بُني على أجزاء أخرى منها. وفي شهر سبتمبر 2002 أعلنت المؤسسة الصهيونية عن نيتها إقامة مجمع للمحاكم الصهيونية في منطقة المقبرة، سعياً منها لمسح أثرها نهائياً. وفي الأسبوع الأول من شهر أكتوبر 2005؛ عاود الاحتلال الاعتداء على حرمة الموتى وقبورهم في مقبرة "مأمن الله"، فقامت الجرافات الصهيونية وأكثر من 140 عاملاً بتجريف أرض المقبرة ونبش القبور وإهانة كرامة الموتى، تمهيداً لإقامة مشروع أمريكي صهيوني بواسطة مركز سيمون فيزنتال الصهيوني، يضم بنائين كبيرين أحدهما باسم "الكرامة الإنسانية" والثانية باسم "متحف التسامح"، بتمويل المركز المذكور الذي يتخذ من لوس أنجلوس بالولايات المتحدة مقراً له. وفي شهر يناير 2006؛ أعلنت الصحف العبرية عن قرار الحكومة الصهيونية افتتاح مقر ما يسمى "مركز الكرامة الإنسانية - متحف التسامح" في مدينة القدس، على ما تبقى من مقبرة "مأمن الله"، الأمر الذي يؤكد تصميم الصهاينة على إنهاء وجود المقبرة. وسبق أن طالبت الهيئات الإسلامية، ومنها مفتي القدس وقاضي القضاة ومدير دائرة الأوقاف؛ بوقف العدوان على مقبرة "مأمن الله" لكونها مقبرة إسلامية. وأصدرت تلك الهيئات فتوى تحرم تدنيس المقابر والاعتداء على حرمتها وقدسيتها ونبش قبورها، مناشدة كافة الهيئات والمؤسسات المختصة وجمعيات حقوق الإنسان، الوقوف في وجه الهجمة ضد المقدسات وضد الأموات. ووفق "فرانس برس" شارك مؤخرا نحو 1500 فلسطيني في تظاهرة سلمية من القدسالشرقية إلى القدسالغربية منددين بقرار المحكمة الإسرائيلية العليا بدء أعمال بناء متحف للتسامح على أرض مقبرة إسلامية تاريخية في القدسالغربية. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "انقذوا مقبرة مأمن الله من الهدم" و"لا إله إلا الله" ورددوا هتافات من بينها "يا ابن صهيون ارفع ايديك عن قبر جدي المدفون" و"الذي يصادر القبور مجرم وظالم ومأجور". وكانت المحكمة العليا الإسرائيلية أصدرت يونيو الماضي قرارا يسمح بمباشرة أعمال بناء "متحف التسامح" بعدما أمرت في 2006 بتجميد أعمال البناء في المقبرة إثر مراجعة تقدمت بها هيئات إسلامية. وكانت السلطات الاسرائيلية حولت مساحات كبيرة من المقبرة الى حديقة عامة تسمى حديقة الاستقلال بينما بقي جزء منها على حاله وهو الجزء المزمع بناء المتحف عليه.