بدأت سلطات الاحتلال يو الأحد في بناء سور ما يسمي «متحف التسامح» في الجهة الشرقية من مقبرة مأمن الله غرب مدينة القدسالمحتلة، وذلك من خلال صب أساسات السور بالأسمنت المسلح علي طول مساحة تقدر ب 12 دونما، وقامت جهات يهودية بانتهاك حرمة مقبرة مأمن الله بالقدس. وتستحوذ الجهات الإسرائيلية علي جزء كبير من المقبرة وتقيم عليها حديقة عامة الأمر الذي جعل الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله يتعرض لانتهاكات واسعة من قبل الإسرائيليين، والاحتلال الإسرائيلي سمح ببناء ما يسمي (متحف التسامح) علي الجزء المتبقي من مقبرة مأمن الله في الوقت الذي تسعي فيه عائلات وهيئات مقدسية مثل الحملة الشعبية للحفاظ علي مقبرة مأمن الله بنشاط كبير علي المستوي العالمي وتقديم شكوي واحتجاج لدي هيئات ولجان دولية لحقوق الإنسان ضد انتهاك حرمة القبور ومقبرة مأمن الله وخاصة بناء ما يسمي متحف التسامح من قبل منظمات إسرائيلية وأمريكية. واعتبر المهندس مصطفي أبو زهرة رئيس لجنة المقابر الإسلامية في القدس هذا الإجراء خطوة في تمادي الاحتلال في انتهاك مقدسات المسلمين، وطمس الهوية وتغييرها وتهويد المكان، ووصفه بالانتهاك الصارخ للمقبرة الإسلامية التاريخية وعبث برفات المسلمين فيها. وقال في بيان له تلقت الدستور نسخة منه : إن مقبرة مأمن الله موجودة قبل 14 قرناً منذ الفتح العمري، وتعتبر من التراث الإنساني، وفيها قبور شاهدة ليومنا هذا بعضها منذ 800 عام. مشدداً علي أن العبث بالمقابر الإسلامية خيانة أمانة لهذا التراث الإنساني، وقال إن إسرائيل هي الوحيدة علي الأرض التي تنتهك التراث الإنساني. ولفت المهندس أبو زهرة إلي أن المقبرة تضم قبور علماء وشهداء وقادة عبر أربعة عشر قرناً من أهالي القدس، وقال إن هناك عشرات القبور تم تدميرها حديثاً وانتهاكها وتدنيسها، كما قامت سلطات الاحتلال باقتطاع 70 % من مساحة المقبرة لإقامة حديقة الاستقلال، كذلك أقيم «بيت الكرامة» علي أرضها. من جهته استنكر الشيخ عكرمة صبري رئيس الهيئة الإسلامية العليا وخطيب المسجد الأقصي هذا الاعتداء، واعتبر جميع التغييرات التي طرأت علي المقبرة باطلة وغير شرعية وحمل سلطات الاحتلال المسئولية.وقال: إن انتهاكات الاحتلال حرمة مقبرة مأمن الله تكررت في اعتداء صارخ علي الأراضي الوقفية واعتداء صارخ أيضاً علي رفات الأموات الذين لهم كرامة. وأكد أنه لا يجوز نبش القبور ولا يجوز العبث بعظام الموتي، وما يسمي «متحف التسامح» الذي سيقام علي هذه المقبرة هو في حقيقته متحف غير متسامح، ولا يجوز أن نتصور أن يكون التسامح علي حساب الآخرين والاعتداء علي حقوقهم. من جهته كشف النائب الدكتور أحمد أبو حلبية، مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي- ل الدستور أن الاحتلال يقوم بإزالة جميع القبور التي بداخل مقبرة مأمن الله حيث تحتوي علي أكثر من ثلاثمائة قبر كما أن المقبرة تضم بين جنباتها رفات بعض الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين. وناشد مقرر لجنة القدس في المجلس التشريعي المملكة الأردنية الهاشمية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية التدخل الفوري والعاجل لوقف سياسة التهويد التي يتبعها الاحتلال الصهيوني في مدينة القدسالمحتلة.