درس الرئيس الاميركي باراك اوباما السبت خيارات عسكرية محتملة ضد سوريا بعد الاتهامات بشن هجوم بالاسلحة الكيميائية، الا ان رئيس السلطة التنفيذية يبقى مترددا جدا بازاء اي مغامرة عسكرية جديدة في الشرق الاوسط. وبعد اجتماع اول الخميس في البيت الابيض، استدعى الرئيس اوباما مجددا "فريقه للامن القومي صباح السبت لمناقشة مزاعم عن هجمات بالاسلحة الكيميائية من جانب الحكومة السورية في سوريا في وقت سابق هذا الاسبوع"، وفق ما افاد مسؤول في الرئاسة الاميركية. ويواجه البيت الابيض ضغوطا منذ اتهام المعارضة السورية نظام الرئيس بشار الاسد بارتكاب مجزرة بالاسلحة الكيميائية اسفرت عن 1300 قتيل على الاقل الاربعاء. وينفي النظام السوري نفيا قاطعا هذه الاتهامات موجها بدوره اتهامات لمقاتلي المعارضة باستخدام اسلحة كيميائية قرب دمشق. ولا تزال واشنطن حذرة للغاية حيال هذه الادعاءات مقارنة بمواقف متقدمة لحلفائها الاوروبيين. وكرر البيت الابيض ان اوباما امر اجهزة استخباراته ب"جمع الوقائع والادلة لتحديد ما حصل في سوريا". واكد المسؤول الاميركي انه "حالما نكون قد تحققنا من كل الوقائع، سيتخذ الرئيس قرارا واعيا بشأن طريقة الرد"، مشيرا الى ان اوباما يملك "مروحة خيارات على الطاولة". واضاف "سنتصرف بطريقة محسوبة بغية اتخاذ قرارات تتوافق ومصالحنا الوطنية كما وتقييمنا لما يمكن ان يحقق اهدافنا في سوريا". لكن ذلك لم يمنع وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل من الاعلان عن نشر قطع عسكرية بهدف تقديم "خيارات" للرئيس الاميركي في حال اعطى الامر بالتدخل في سوريا. ويشمل ذلك ارسال مدمرة رابعة الى البحر المتوسط مزودة بصواريخ، وفق مسؤول في وزارة الدفاع. الا ان مسؤولا في وزارة الخارجية الاميركية قال لوكالة فرانس برس انه لم تتم مناقشة ارسال "قوات برية ولا اقامة منطقة حظر جوي" خلال اجتماع الخميس في البيت الابيض. الى ذلك، وردا على سؤال بشأن هذا الموضوع خلال مقابلة مع شبكة سي ان ان، بدا اوباما شديد الحذر. الا انه اقر بان الاستخدام المفترض للاسلحة الكيميائية امر "مقلق للغاية" واخطر بكثير مما حصل خلال الربيع الماضي. وفي حزيران/يونيو، اقر البيت الابيض بعد اشهر من التردد بان دمشق استخدمت اسلحة كيميائية في هجماتها، ما دفع الادارة الاميركية الى اعتبار ان النظام السوري تخطى هذا "الخط الاحمر" الشهير الذي رسمه اوباما شخصيا في 20 اب/اغسطس 2012. وقامت واشنطن مذذاك بزيادة دعمها لمقاتلي المعارضة. الا ان الرئيس ووزراءه ومستشاريه توقفوا عن الحديث عن "خط احمر". وحذر اوباما، المتوجس من اي تدخل عسكري اميركي جديد والذي سحب قواته من العراق ويستعد للقيام بالامر نفسه في افغانستان، من اي عملية عسكرية جديدة في الشرق الاوسط. وقال "نرى اناسا يطالبون بتحرك فوري. لكن التسرع في القيام بامور قد يعطي نتائج سلبية، اقحام انفسنا في مواقف شديدة الصعوبة، يمكن ان يجرنا الى تدخلات شديدة التعقيد والكلفة لن تؤدي الا الى زيادة الحساسيات في المنطقة"، في تعليق على مواقف السناتور الجمهوري جون ماكين. وقد اتهم الاخير الرئيس الاميركي الذي تغلب عليه في انتخابات 2008 الرئاسية، ب"الوقوف متفرجا" ازاء ما يحصل في سوريا. ويبدو ان فرنسا وبريطانيا اعتمدتا موقفا اكثر حزما، سواء في اتهامهما النظام السوري باستخدام اسلحة كيميائية او لناحية طريقة الرد على ذلك. اما روسيا حليفة نظام دمشق فترفض اي لجوء للقوة في معالجة النزاع السوري واعتبرت اتهامات ان المعارضة السورية في الموضوع الكيميائي تشكل "استفزازا".