7-2013 (ا ف ب) - يرجح فوز رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه الذي نجح على ما يبدو في كل التدابير التي اتخذها منذ سبعة اشهر، الاحد بمجلس الشيوخ إلا اذا حصلت مفاجآت، ومن شأن هذا الانتصار ان يشكل دعما قويا لسياسته على صعيد الانعاش الاقتصادي والتشدد القومي على الارجح. ويجدد اليابانيون لمدة ست سنوات نصف 242 مقعدا في مجلس الشيوخ الذي تهيمن عليه في الوقت الراهن معارضة مشتتة تجمعها تحالفات ظرفية. وتفيد جميع استطلاعات الرأي ان الحزب الليبرالي الديموقراطي (يميني) بزعامة شينزو ابيه واثق الى حد كبير من الحصول على اكثرية عريضة مع شريكه الوسطي حزب كوميتو الجديد، مما سيتيح لرئيس الحكومة السيطرة على مجلسي البرلمان والاستفادة من ثلاث سنوات لن تجرى فيها انتخابات وطنية، اي باختصار، استقرار سياسي غير مسبوق منذ 2006. فمنذ ذلك الوقت، كان يتسلم قيادة اليابان رئيس وزراء جديد كل سنة تقريبا. وقد سهل الانتصار المعلن في الواقع انهيار المعارضة، بدءا بالحزب الديموقراطي (يسار الوسط، 86 مقعدا في مجلس الشيوخ) الذي تطاير بعد ثلاث سنوات في الحكم (2009-2012). وشوهد ايضا في الانتخابات البلدية في طوكيو اواخر حزيران/يونيو، لكن عدد ممثليه انقسم الى ثلاثة. ويبدو ان "الطريق الثالث" الذي ترافق بروزه مع انشاء حزب الاصلاح (يميني قومي) في 2012، قد انهار ايضا. ويوجز الوضع رسم كاريكاتوري نشرته في الفترة الاخيرة صحيفة يومية: ابيه يقود محدلة، فيما يجلس على هذه الآلة ناشطون من الحزب الليبرالي الديموقراطي وهم يصدحون بالغناء عبر مكبرات الصوت. وقال احد المارة على تقاطع طرق "يبدو انه واثق من نفسه في هذه الانتخابات". وثمة شيء من هذا القبيل، لانه منذ عودته الى الحكم اواخر كانون الاول/ديسمبر، بعد الفوز الساحق للحزب الليبرالي الديموقراطي قبل عشرة ايام، يبتسم الحظ لهذا الرجل الذي غادر قبل ست سنوات السلطة من الباب الخلفي بعد سنة على توليها. على الصعيد الاقتصادي اولا. فالسياسة التي بدأ شينزو ابيه تطبيقها، اخذت تعطي ثمارها. وهذه هي في اي حال الرسالة التي تعمد حكومته الى تأكيدها، حتى لو ان عددا من الخبراء الاقتصاديين ما زالوا يرون ان من السابق لأوانه ربط بداية الانتعاش بسياسة آبي الاقتصادية، "ابينوميكس"، وهو اللقب الذي يطلق على السياسة الليبرالية جدا لشينزو ابيه. وقبل عشرة ايام من انتخابات مجلس الشيوخ، قدم البنك المركزي الياباني حصيلة مشرقة للاقتصاد الذي بدأ "ينتعش". وحتى لو ان صندوق النقد الدولي حذر من "المخاطر الكبيرة" لهذه السياسة الباهظة التكلفة نظرا الى عجز عام كبير (9,8%) ودين طائل (240%)، فانه لم يتوان عن الترحييب بالسياسة الليبرالية لآبي. ولم تبدأ بعد ابرز الاصلاحات ولاسيما تلك التي من الاسهل تمريرها، كاعادة تنظيم القطاع الزراعي وتخفيف الاطر التنظيمية وادخال تغييرات على قواعد سوق العمل. لكن يبدو ان اليابانيين يعتقدون، كما تؤكد استطلاعات الرأي، ان ثمة قبطانا للطائرة، ويؤيدون الشعار المتفائل الذي اطلقه شينزو ابيه "لقد عادت اليابان". واذا كان الجميع يعربون عن ارتياحهم اقتصاديا في اطار من الكساد حيث يجرى البحث عن قاطرات لانعاش النمو، لا ينسحب الامر نفسه على الصعيد الدبلوماسي. فجيران اليابان، ولاسيما الصين، لا ينظرون بارتياح الى العودة القوية لابيه الذي يعد من الصقور اذا ما سيطر هو وحزبه سيطرة تامة على السلطة التشريعية. فمنذ عودته، اوضح ابيه ان اليابان ستعتمد سياسة متشددة، خصوصا في النزاعات الحدودية مع بكين وكوريا الجنوبية التي لم يلتق قادتها بعد. ولم يكتف شينزو بزيادة الميزانية العسكرية للبلاد هذه السنة، وهي سابقة منذ احد عشر عاما، بل اكد ايضا عزمه على تعديل الدستور السلمي الذي فرضه المحتل الاميركي على اليابان في 1947. وبالعودة الى المسألة الاساسية، وضع ببراعة جانبا شعاراته القومية من اجل التركيز على الاقتصاد. لكن البعض بات يتخوف، حتى في اليابان، من ان يعيد طرح اولوياته التاريخية والسياسية اذا ما فاز في انتخابات مجلس الشيوخ.