خفض البنك الآسيوي للتنمية الثلاثاء توقعاته بشان النمو الاقتصادي في دول اسيا الناشئة في 2013 و2014 تحت تاثير التباطؤ الصيني الذي يلقي بثقله على المبادلات والاستثمار في منطقة تبقى مع ذلك الاكثر دينامية في العالم. وجاء في تقرير للبنك ان "الطلب الذي لا يزال ضعيفا في الاقتصاديات الصناعية الكبرى مصحوبا بنمو بطيء في الصين يؤثران على الافاق (الاقتصادية) في الدول النامية في آسيا". وغداة نشر الاحصاءات الاخيرة حول اجمالي الناتج الداخلي الصيني المرتفع الى 7,5 بالمئة في الفصل الثاني --تراجع بواقع 0,2 نقطة مقارنة بالفصل الذي سبق--، اعلن البنك الاسلامي للتنمية انه بات يتوقع معدل نمو من 6,3 بالمئة هذه السنة لاسيا النامية مقابل 6,6 بالمئة متوقعة سابقا. ويتوقع البنك من جهة اخرى 6,4 بالمئة في 2014 وليس 6,7 بالمئة كما كان يامل قبل بضعة اشهر. الا ان هذه التوقعات اكثر تفاؤلا من نمو بنسبة 6,1 بالمئة سجلتها المنطقة في 2012. وعلق الخبير الاقتصادي في البنك الاسلامي للتنمية شانغيونغ ري ان "انخفاض حجم التجارة والاستثمارات ياتي من وتيرة نمو اكثر توازنا (في الصين) وتاثير عدوى هذا التباطؤ سبب واضح لاثارة القلق في المنطقة". واشار الى "نشاط اكثر اعتدالا في القسم الاكبر من اسيا النامية" التي تضم 45 دولة في اسيا المحيط الهادىء باستثناء اليابان. حتى ان الاداءات الاقتصادية كانت "في المعدل غير متوقعة" في الاشهر الستة الاولى من السنة بينما لم يكن لقوة الاقتصاد الياباني اي تاثير ملحوظ. ويتوقع البنك الاسلامي للتنمية نموا من 7,7 بالمئة هذه السنة للصين و7,5 بالمئة في 2014 بعد 7,8 بالمئة في 2012. وهذان الرقمان ادنى من التوقعات الاخيرة (نيسان/ابريل) التي اشارت الى نمو اقتصادي متوقع من 8,2 بالمئة و9,0 بالمئة على التوالي. وتراجع قوة الاقتصاد الصيني "ينسف التوقعات بالنسبة لكل شرق اسيا اضافة الى جنوب شرق اسيا في حدود اقل حيث تشهد الفيليبين وغيرها من الدول الكبرى في رابطة دول جنوب شرق اسيا (اسيان) من جهة اخرى نموا قويا"، بحسب التقرير. ويعتبر البنك الاسلامي للتنمية ان النمو في شرق اسيا سيصل الى 6,7 بالمئة في 2013 و2014 مقابل 7,1 بالمئة متوقعة للسنتين الماليتين. وسيبلغ النمو 5,2 بالمئة في جنوب شرق اسيا في 2013 وليس 5,4 بالمئة كما كان متوقعا سابقا و5,6 بالمئة في 2014 بدلا من 5,7 بالمئة. اما جنوب اسيا التي تضم الهند، فستسجل نموا من 5,6 بالمئة (مقابل 5,7 بالمئة متوقعة في نيسان/ابريل) و6,2 بالمئة في 2014 (لم يتغير). وفي الهند، فان "التقدم البطيء للاصلاحات الضرورية لتخفيف الخناق حول الاقتصاد" لا يوفر بيئة مناسبة لانتعاش النمو، بحسب البنك الاسلامي للتنمية الذي خفض توقعاته للنمو الهندي هذه السنة بواقع 0,2 نقطة الى 5,8 بالمئة. الا انه ابقى على توقعاته بالنسبة الى 2014 عند 6,5 بالمئة. ولفت البنك الاسلامي للتنمية الى ان ضغط معدلات النمو في المنطقة يحد من التضخم الذي سيبلغ 3,5 بالمئة هذه السنة و3,7 بالمئة في 2014 اي مستوى التضخم في 2012. ومع تراجع متوقع لاسعار المواد الاولية ونمو اقل، فان "الضغوط التضخمية في اسيا النامية ستخف بشكل عام"، بحسب البنك الاسلامي للتنمية.