بدأت النمسا الاربعاء سحب عناصرها من قوة الاممالمتحدة لفض الاشتباك في الجولان بعد تمدد اعمال العنف الجارية في سوريا الى هذا القطاع، في وقت يهدد النزاع السوري باتخاذ طابع طائفي متزايد مع مقتل 60 شيعيا على الاقل في اشتباكات مع مقاتلين معارضين في شرق سوريا. دبلوماسيا، تستضيف واشنطن اليوم لقاء بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ونظيره البريطاني وليام هيغ بعد اعلان الولاياتالمتحدة انها تدرس "الخيارات" لمساعدة المعارضة المسلحة في مواجهة التقدم الميداني للقوات النظامية، لا سيما في محافظة حمص. وبعد نحو اسبوع من اشتباكات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين عند معبر القنيطرة الحدودي، عبرت المعبر اليوم مجموعة اولى من عشرين جنديا نمساويا، عملا بقرار فيينا سحب كتيبتها المؤلفة من 378 جنديا عاملين في إطار قوة الاممالمتحدة المعروفة ب "اندوف"، بحسب ما افاد مراسل وكالة فرانس برس. وتتولى هذه القوة مراقبة اتفاق فض الاشتباك الموقع بين سوريا واسرائيل منذ العام 1974، وتنتشر في منطقة منزوعة السلاح في الجولان. وتحتل اسرائيل منذ العام 1967 نحو 1200 كلم مربع من الهضبة، وضمت هذه الاجزاء في العام 1981 في خطوة لم تلق اعتراف المجتمع الدولي. وما زالت سوريا تسيطر على نحو 510 كلم مربع من الجولان. واعلنت النمسا في السادس من حزيران/يونيو عزمها على سحب كتيبتها من الهضبة بسبب تصاعد النزاع السوري وتزايد اعمال العنف في الجولان. وقال وزير الدفاع النمساوي جيرالد كلوغ ان سحب الكتيبة سيستغرق "ما بين اسبوعين واربعة اسابيع". وكان مسؤول كبير في الحكومة الاسرائيلية افاد فرانس برس الثلاثاء ان "غالبية الجنود النمساويين سيبقون في المنطقة الى ان تجد الاممالمتحدة بلدا يوافق على ارسال قوات تحل محل جنودها في هذه القوة، في خطوة يخشى ان تقدم عليها تباعا دول أخرى. وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تعد بلاده ابرز الحلفاء الدوليين لنظام الرئيس السوري بشار الاسد، نشر قوات روسية، في خطوة رفضتها الاممالمتحدة كون اتفاقات فض الاشتباك لا تسمح للدول الخمس في مجلس الامن الدولي بالمشاركة في القوة الدولية. وبعد اشهر من تحذير الاممالمتحدة من ان النزاع السوري بات "طائفيا بشكل واضح"، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل 60 شيعيا على الاقل غالبيتهم من المسلحين، في اشتباكات مع مقاتلين معارضين في بلدة حطلة في محافظة دير الزور (شرق). وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان اشتباكات اندلعت منذ الاثنين بين المسلحين من الطرفين "اثر هجوم شنته الكتائب المقاتلة على بلدة حطلة في دير الزور"، وذلك غداة شن المسلحين الشيعة هجوما على مركز للمقاتلين. وادت المعارك الى مقتل عشرة مقاتلين معارضين على الاقل، وانتهت بسيطرة مسلحي المعارضة على البلدة ذات الغالبية السنية، والتي تقطنها اقلية شيعية موالية للنظام "الذي قام في الاسابيع الاخيرة بتسليحهم، بحسب عبد الرحمن. وافاد عبد الرحمن ان مقاتلي المعارضة، وهم من الاسلاميين، "سيطروا على البلدة التي تشهد حركة نزوح بعد قيام المقاتلين بحرق منازل تعود للمسلحين الشيعة". ويشكل السنة غالبية سكان سوريا البالغ عددهم 23 مليون نسمة، وهم مؤيدون عموما للمعارضة التي تطالب باسقاط الاسد المنتمي الى الاقلية العلوية. ووسط الاستعدادات لعقد مؤتمر سعيا للتوصل الى حل للنزاع المستمر منذ 26 شهرا، قالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي ان كيري وهيغ يعقدان لقاء الاربعاء يليه مؤتمر صحافي. وتأتي المباحثات بين البلدين الداعمين للمعارضة في وقت طلب الرئيس الاميركي باراك اوباما هذا الاسبوع من "فريقه في مجلس الامن القومي" في البيت الابيض "درس كل الخيارات الممكنة التي تسمح لنا بتحقيق اهدافنا لمساعدة المعارضة"، ما قد يؤشر الى تبديل الولاياتالمتحدة موقفها من مسألة عدم تسليح مقاتلي المعارضة. ولم تؤد الجهود لجمع ممثلين عن النظام السوري والمعارضة في جنيف الى نتائج حتى الان فيما حذر هيغ في نهاية الاسبوع من ان المكاسب الميدانية التي يحققها نظام الرئيس السوري بشار الاسد تضع عراقيل جديدة امام المؤتمر. وكان الجيش السوري مدعوما بحزب الله اللبناني الحليف له سيطر الاسبوع الماضي على منطقة القصير الاستراتيجية في ريف محافظة حمص (وسط)، والتي مثلت لاكثر من عام معقلا لمقاتلي المعارضة. ومدفوعة بهذا التقدم، سيطرت القوات النظامية اليوم الاربعاء على اجزاء واسعة من احد احياء مدينة حمص، في محاولة منها للسيطرة على كامل المدينة، بحسب المرصد. وقال عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "النظام سيطر على اجزاء واسعة من حي وادي السايح في مدينة حمص، ويتقدم بحذر في هذا الحي الذي يشهد اشتباكات عنيفة ويتعرض للقصف من القوات النظامية"، مشيرا الى ان وادي السايح "يفصل بين حيي الخالدية وحمص القديمة"، وهما معقلان للمعارضة يحاصرهما النظام منذ اكثر من عام. واعتبر ان التقدم "يأتي ضمن محاولة للسيطرة على كامل مدينة حمص"، وان سيطرة النظام على وادي السايح "تسهل سيطرته على احياء حمص القديمة والخالدية". من جهتها، كتبت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات في عددها اليوم ان الجيش النظامي "سيطر على حي وادي السايح في مدينة حمص القديمة"، واضعة ذلك "في إطار عملياته لتخليص البلاد من المجموعات الإرهابية المسلحة وإعادة الأمن والاستقرار إليها".