انسحب المرشح الاصلاحي محمد رضا عارف الثلاثاء من سباق الانتخابات الرئاسية الايرانية وغير بذلك المعطيات قبل ثلاثة ايام على الاقتراع تاركا حسن روحاني المرشح الوحيد الرسمي للتيارين المعتدل والاصلاحي. وكتب عارف في بيان نشر باكرا صباح الثلاثاء على موقعه الالكتروني "تلقيت فجر الاثنين .. رسالة من (الرئيس السابق) محمد خاتمي زعيم الحركة الاصلاحية يقول فيها انه لن يكون من الحكمة ان ابقى في سباق الانتخابات الرئاسية (في 14 حزيران/يونيو) .. وقررت بالتالي الانسحاب من السباق". وضاعف القادة والناشطون الاصلاحيون في الايام الاخيرة الدعوات ولا سيما خلال التجمعات الانتخابية من اجل انسحاب عارف لصالح روحاني. ويحظى روحاني بدعم الرئيسين السابقين اكبر هاشمي رفسنجاني المعتدل ومحمد خاتمي الاصلاحي. وانسحاب عارف ياتي بعدما اعلن احد المرشحين المحافظين الخمسة هو الرئيس السابق لمجلس الشورى غلام علي حداد عادل الاثنين انسحابه لزيادة فرص المحافظين في الفوز. وكانت فرص الرئيس السابق لمجلس الشورى تبدو ضئيلة في نظر المراقبين. وروحاني رجل الدين البالغ من العمر 64 عاما سيواجه الان خصوصا سعيد جليلي وعلي اكبر ولايتي ومحمد باقر قاليباف. والمرشحان الاخران المحافظ محسن رضائي والمعتدل محمد غرازي يبدو انهما مستبعدان من السباق ايضا. ولم يعلن عارف رسميا انه يدعو للتصويت لصالح روحاني. لكن المجلس الاستشاري للاصلاحيين والمعتدلين الذي شكله محمد خاتمي اعلن في بيان رسمي ان "حسن روحاني بات مرشح المعسكر الاصلاحي". وقال روحاني الاثنين خلال تجمع في كردستان "ساتبع نفس الطريق الذي سلكه خاتمي ورفسنجاني". واضاف "لا اوافق على السياسة الخارجية الحالية للبلاد. سنسعى الى توافق جيد (مع الدول الاجنبية) لتخفيف العقوبات تدريجيا ورفعها بالكامل". ويدعو روحاني الى سياسة مرنة اكثر في المفاوضات مع الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين الى جانب المانيا) لتسوية الملف النووي الايراني. وفي ظل رئاسة خاتمي كان روحاني امين سر المجلس الاعلى للامن القومي. وبصفته هذه كان مسؤولا عن المفاوضات النووية بين ايران والدول الاوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا والمانيا) لحل الازمة النووية الايرانية بين 2003 و 2005. وكانت ايران وافقت على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم وتطبيق البروتوكول الاضافي لمعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية الذي يتيح عمليات تفتيش مباغتة للمنشآت النووية الايرانية. وانتقد مناصرو سعيد جليلي كبير المفاوضين الايرانيين حاليا في الملف النووي، سياسة روحاني بشدة مؤكدين انه تنازل كثيرا بدون الحصول على شيء من القوى الغربية. وفي 2005 وبعد انتخاب محمود احمدي نجاد، تخلى عن منصبه واستانفت ايران حينذاك انشطة تخصيب اليورانيوم وعلقت العمل بتطبيق البروتوكول الاضافي. وصباح الثلاثاء اشادت الصحافة المعتدلة والاصلاحية بالوحدة التي اثبتها هذا المعسكر. وعنونت صحيفة ارمان "الاتحاد العظيم" فيما اشادت صحيفة اعتماد ب"تصويت الاصلاحيين لروحاني" مؤكدة ان قرار المسؤولين الاصلاحيين اعلن "بعد عدة اسابيع من المشاورات". وردا على سؤال الصحيفة شكر حسن روحاني "الاصلاحيين على دعمهم". واعتبارا من الاثنين علت اصوات في معسكر المحافظين للدعوة الى الوحدة تمهيدا لقرار عارف. وحذر حسن شريعة مداري مدير صحيفة كايهان المحافظة المتشددة الاثنين من انه في حال "تشتت الاصوات لدى المحافظين، فان مرشحا محافظا سينتخب بفارق ضئيل مع مرشح الاصلاحيين الذين يمكن ان يستخدموا هذه الحجة للقيام بالدعاية (...) هذا التشتت ليس منطقيا". لكن في الوقت الراهن لم يتطرق اي من المرشحين المحافظين الثلاثة الذين يعتبرون الاوفر حظا بالفوز الى احتمال انسحابه. والاثنين دعا المرشح المحافظ حداد عادل المحافظين الى الوحدة من اجل افساح المجال امام انتخاب احد المحافظين من الدورة الاولى او لوصول مرشحين محافظين لكي يتنافسا في حال حصول دورة ثانية من اجل اغلاق الطريق امام الاصلاحيين.