اكد رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال الثلاثاء ان مستوى المبادلات التجارية بين الجزائر وتركيا تضاعف خمس مرات خلال العقد الاخير ليبلغ 5 مليارات دولار، وذلك في تصريح بمناسبة زيارة رئيس الوزراء التركي طيب رجب اردوغان الى الجزائر. وقال سلال في تصريح مكتوب نشر مضمونه موقع الاذاعة الجزائرية ان لقاء نظيره التركي "سيكون مناسبة متميزة لاجراء حصيلة مستفيضة لوضعية التعاون الثنائي الذي سجل كثافة معتبرة على مستوى المبادلات التجارية التي تضاعفت خمس مرات تقريبا خلال العقد الاخير لتبلغ ما قيمته 5 مليارات دولار في سنة 2012". ووصل أردوغان الثلاثاء الى الجزائر قادما من المغرب في زيارة رسمية تستمر يومين يرافقه وفد هام من رجال الاعمال. واجرى اردوغان وسلال محادثات بمشاركة وفدي البلدين يتقدمها وزيرا الخارجية مراد مدلسي واحمد داوود اوغلو. وقبل ذلك زار اردوغان مقام الشهيد (نصب الجندي المجهول) ووضع اكليلا من الزهور على روح "شهداء ثورة التحرير الجزائرية" الذين قتلوا في الحرب ضد الاستعمار الفرنسي بين 1954 و1962، بحسب وكالة الانباء الجزائرية. واعتبر سلال ان ما حققه البلدان يعكس "طموحات الجزائر وعزمها على تنويع الاقتصاد الوطني من اجل التخلص من التبعية الى المحروقات والدخول في منطق الشراكة ذات الفائدة المتبادلة مع القوى الجهوية الكبرى الجديدة من ضمنها تركيا". واشار رئيس الوزراء الجزائري ان رجال الاعمال الاتراك "سيجدون في الجزائر فرصا كبيرة وتسهيلات لتثمين استثماراتهم والمساهمة في النهوض الاقتصادي للبلدين". والقى اردوغان خطابا امام نواب المجلس الشعبي الوطني، قاطعه نواب حزب العمال (يساري 24 نائبا من اصل 462) تضامنا مع "الشعب التركي" الذي يقود "انتفاضة شعبية اصيلة" كما قالت رئيسة الحزب لويزة حنون في مؤتمر صحافي. وتاتي الزيارة الثانية التي يقوم بها اردوغان للجزائر في اطار جولة مغاربية قادته الى الرباط وستقوده الاربعاء الى تونس، في وقت تشهد تركيا تظاهرات معادية للحكومة لا سابق لها منذ تولي حزب العدالة والتنمية الحكم في 2002. وذكر بيان لرئاسة الوزراء الجزائرية الاثنين ان زيارة رئيس الوزراء التركي "تترجم ارادة البلدين في ترقية الحوار السياسي والعلاقات الاقتصادية إلى أعلى المستويات طبقا لروح معاهدة الصداقة والتعاون التي ابرمت سنة 2006" خلال الزيارة الاولى لارد وغان. ويتوجه اردوغان برفقة العديد من الوزراء وحوالي 200 رجل اعمال الأربعاء إلى وهران (430 كلم غرب الجزائر) لزيارة المركب الغازي بالمنطقة الصناعية بأرزيو ومصنع الفولاذ الجديد الذي انجزته الشركة التركية "توسيالي ايرون اند ستيل". ومن الجزائر ينتقل أردوغان الأربعاء الى تونس قبل ان يعود الخميس الى بلاده حيث ما زالت المواجهات مستمرة بين الشرطة والمتظاهرين، رغم تاكيد رئيس الوزراء التركي خلال مؤتمر صحافي في الرباط الاثنين ان الأمور "تتجه نحو الهدوء". ويتهم المحتجون رئيس الوزراء التركي ب"التسلط" والسعي الى "أسلمة" المجتمع التركي.