اعلنت البعثة المشتركة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي لحفظ السلام في دارفور الثلاثاء ان القوات الحكومية السودانية استعادت مدينة استراتيجية في دارفور غرب السودان من متمردين وان اربعة مدنيين قتلوا اثناء استعادة المدينة بعد معركة عنيفة. وقالت المتحدثة باسم البعثة عائشة البصري "سيطرت القوات الحكومية على مدينة لبدو بعد معركة عنيفة ونتيجة لذلك قتل اربعة مدنيين وجرح ستة اخرون". وزعمت حركة تحرير السودان (جناح مني مناوي) صباح الثلاثاء انها ردت هجوما حكوميا وانها مسيطرة على منطقتي لبدو ومهاجرية. واحتلت الحركة قبل عشرة ايام البلدتين الاستراتيجيتين الواقعتين على بعد مئة كيلو متر شرق نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور. وفي العادة فان متمردي دارفور يهاجمون ثم يفرون دون السعي للسيطرة على مدن او مواقع. واضافت المتحدثة باسم البعثة الدولية "الاوضاع حول مهاجرية ما زالت هادئة مع حالة من التوتر". واضافت ان "المدنيين الذين اصيبوا في لبدو تلقوا العلاج في مقر بعثة اليوناميد بلبدو". وظل الالاف من السكان دون مأوى حول مقار البعثة الدولية في مهاجرية ولبدو منذ بدء القتال في السادس من نيسان/ابريل. ومهاجرية ولبدو منطقتان استراتيجيتان على الطريق الذي يستخدمه التجار وعمال الاغاثة لايصال المساعدات من الخرطوم عبر شرق دارفور الي جنوب دارفور. وقال منسق مكتب الاممالمتحدة للشؤون الانسانية في السودان مارك كتس لوكالة فرانس برس "السلطات منعت الوكالات من دخول المنطقة بعدما اقرتها غير امنة، ويبدو ان الوضع يتغير سريعا على الارض". واكد كبير مسؤلي الاممالمتحدة بالسودان علي الزعتري ان 36 الف شخص من المواطنين تحلقوا حول مقار بعثة حفظ السلام في بلدتي مهاجرية ولبدو. وقال الزعتري الثلاثاء "وفق تقارير تلقتها الاممالمتحدة انتشرت الاسهالات في المنطقة مما يستدعي تدخلا سريعا للمساعدة" معبرا عن "قلق حقيقي على المدنيين في المنطقة". واضاف ان هناك حاجة لوصول عمال الاغاثة للمنطقة "بصورة عاجلة لتقييم احتياجات الناس وتقديم المساعدات لهم". ودعا الزعتري الحكومة السودانية وحركة مني مناوي "لتحمل مسؤوليتهم الانسانية في حماية المدنيين". وشدد على ضرورة ايجاد ممر امن للمدنيين الذين يريدون مغادرة المنطقة. واضاف كتس "كل الخدمات العادية تعطلت، العديد من المدنيين في دارفور يعانون، نريد لهذا القتال ان يتوقف". وبدأ القتال في دارفور عام 2003 بين الحكومة ومتمردين ينتمون لمجموعات غير عربية في الاقليم واستعانت الحكومة بالقبائل العربية في الاقليم لصدهم. وقال مارك كتس "القتال الاخير من الواضح انه انتكاسة للذين يريدون وضع دارفور على درب الانتعاش والتنمية" لكنه اشار الى ان "اجزاء من الاقليم الذي يساوي مساحة فرنسا مستقرة وتعطي فرصا جيدة لاعادة البناء". ووقعت الحكومة السودانية وتحالف من الحركات المتمردة اتفاق سلام في حزيران/يونيو 2011 بالعاصمة القطرية ورفضته ثلاث حركات رئيسية بما فيها حركة مناوي. واختتم الاسبوع الماضي مؤتمر المانحين لدارفور بالدوحة والذي ساند استراتيجية لمدة ست سنوات لاخراج دارفور من حالة الطوارئ وتلقي المساعدات الغذائية الى الانتعاش والتنمية. بيد ان كندا قالت خلال المؤتمر ان "التنمية وجهود الاستقرار تواجه عوائق كما يتفاقم الوضع الامني في دارفور". واضافت "هناك تاخير ورفض في منح اذونات السفر". وفي المؤتمر ذاته قال الاتحاد الاروبي ان حركة وكالات الاغاثة "ما زالت تواجه القيود مما يجعل المانحين غير قادرين على التخطيط ومراقبة برامجهم". واعلنت الحكومة السودانية في الاونة الاخيرة انها ستتخذ خطوات فورية لتسهيل حركة عمال الاغاثة وزيارتهم لمشروعاتهم. وقال كتس "التزام الحكومة يمنحنا حرية الحركة في المناطق التي لا تجري فيها عمليات عسكرية".