باماكو (ا ف ب) - قتل عشرة مسلحين اسلاميين وجندي مالي ليل الاربعاء الى الخميس في تمبكتو اثناء محاولة مسلحين اسلاميين اقتحام هذه المدينة التاريخية الواقعة في شمال غرب مالي، بحسب ما اعلن الجيشان الفرنسي والمالي. وانطلقت العملية بانفجار سيارة مفخخة في اول اعتداء من نوعه في هذه المدينة التي تم تحريرها مثل باقي المدن الكبرى في شمال مالي نهاية كانون الثاني/يناير الماضي بايدي القوات الفرنسية المالية، من سيطرة مجموعات اسلامية مسلحة بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، كانت هيمنت على شمال مالي منذ 2012 وارتكبت فيه انتهاكات وعمليات تدمير لاضرحة اولياء. وقال مصدر عسكري مالي "انفجرت سيارة مفخخة ليل الاربعاء الخميس قرب مطار تمبكتو" ما اسفر عن مقتل "مقاتل اسلامي فجر حزامه" الناسف، كما قتل جندي مالي واصيب جنديان آخران على الاقل. واعلنت قيادة الجيوش الفرنسية الخميس ان "القوات الفرنسية والمالية" قتلت "حوالى عشرة" مقاتلين اسلاميين ليل الاربعاء الخميس في تمبكتو خلال محاولة مسلحين اسلاميين التسلل الى مطار المدينة. واضافت رئاسة الاركان ان "ثلاثة او اربعة جنود ماليين اصيبوا بجروح اصابات اثنين منهم طفيفة في ضربة جوية فرنسية على ما يبدو". وبحسب المصدر العسكري المالي فان "خمسة جنود ماليين" اصيبوا "حين اطلق الفرنسيون النار على عربة للجيش المالي خالوها سيارة مسلحين اسلاميين". وسمع اطلاق النار طوال ليل الاربعاء الخميس تقريبا في منطقة المطار. وتوقفت المعارك في القطاع "منذ الساعة السابعة صباحا"، بحسب الجيش الفرنسي. وفي اوج الحرب، اعلنت فرنسا الخميس تعيين جيل اوبرسون الذي يدير خلية خاصة مخصصة لمالي ومنطقة الساحل، تعيين سفير لها في مالي واستدعت سفيرها الحالي كريستيان روييه قبل انتهاء مهمته. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو "في اطار تنقلات تتعلق بعدة مناصب افريقية، عرض على السلطات المالية تعيين جيل اوبرسون"، بدون ان يذكر اسباب استدعاء روييه بشكل مبكر الى فرنسا. ونفت وزارة الخارجية الفرنسية القيام باي عملية "تطهير" في ادارتها. وكان كريستيان روييه (63 عاما) سفيرا لفرنسا في باماكو منذ 2011. وقد عرف بصراحته وكان محترما من قبل السلطات والسياسيين والمجتمع المدني المالي. وقد ايد التدخل العسكري الفرنسي لوقف تقدم الجهاديين باتجاه جنوب البلاد. ومنذ تحريرها في نهاية كانون الثاني/يناير، بدا الوضع هادئا في تمبكتو خلافا لمنطقة غاو (شمال شرق) التي شهدت اعتداءات انتحارية وحيث قتل "15" مقاتلا اسلاميا، بحسب فرنسا في اشتباكات جرت في الاونة الاخيرة. لكن عمليات الجنود الفرنسيين والتشاديين ضد المسلحين الاسلاميين تركزت منذ عدة اسابيع على جبال ايفوقاس (اقصى الشمال الشرقي) التي تحصنوا بها. وقال وزير الخارجية التشادي موسى فقيه محمد الخميس بباريس انه في ايفوقاس قرب الحدود مع الجزائر "تم انجاز اكثر من 70 بالمئة من العمل لكن لا ينبغي التسرع في اتمام المهمة". واعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاربعاء ان مالي ستستكمل فرض سيادتها على اراضيها "بالكامل تقريبا" خلال "بضعة ايام". من جانبه اعلن رئيس الوزراء جان مارك ايرولت ان القوات الفرنسية المنتشرة هناك منذ 11 كانون الثاني/يناير ستبدا الانسحاب "اعتبارا من نيسان/ابريل". من جهة اخرى ما زال الغموض سائدا حول مصير الرهينة الفرنسي فيليب فردون (53 سنة) الذي خطف في مالي في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، واحد الرهائن الفرنسيين الخمسة عشر المحتجزين في افريقيا (سبعة منهم في الساحل). واعلن رجل قال انه ناطق باسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الثلاثاء لوكالة نواكشوط للانباء ان فيليب فردون الذي قال انه "جاسوس" قد اعدم "في العاشر من اذار/مارس ردا على التدخل الفرنسي في شمال مالي".