أديس أبابا/جوبا (رويترز) - قال وزير النفط بجنوب السودان يوم الثلاثاء إن الدولة الجديدة سيمكنها استئناف انتاج النفط خلال ثلاثة أسابيع وذلك بعدما توصلت لاتفاق بشأن أمن الحدود مع السودان. كان جنوب السودان الذي انفصل عن الشمال في يوليو تموز 2011 قد أوقف كامل انتاجه النفطي الذي يبلغ 350 ألف برميل يوميا في يناير كانون الثاني من العام الماضي بسبب خلاف مع الخرطوم بشأن رسوم استخدام خطوط أنابيب النفط التي تعبر أراضيها لنقل الصادرات للبحر الأحمر. ويعتمد البلدان بشدة على العملة الصعبة من ايرادات بيع النفط لاستيراد الأغذية والوقود لكن نزاعات بشأن الحدود وقضايا أخرى منعتهما من استئناف الصادرات. وحذر دبلوماسيون ومحللون من أن الدولتين قد توصلتا لاتفاقات من قبل وأخفقتا في تنفيذها. ووقع كبير المفاوضين السودانيين ادريس محمد عبد القادر اتفاقا مع نظيره من جنوب السودان باقان أموم في وقت مبكر صباح يوم الثلاثاء يحدد جدولا زمنيا لاستئناف تدفق النفط وذلك بعد أربعة أيام من محادثات رعاها الاتحاد الافريقي في العاصمة الاثيوبية أديس أبابا. وأبلغ رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي ???????الذي يتوسط بين الجانبين الصحفيين أن الدولتين اتفقتا على اصدار أوامر إلي شركات النفط لاستئناف الانتاج خلال أسبوعين من يوم الأحد العاشر من مارس آذار. وتؤكد نسخة من الجدول الزمني حصلت عليها رويترز ذلك الموعد. وجاء فيها "يتم استئناف الإنتاج في أقرب وقت ممكن وفقا للاعتبارات الفنية." وأبلغ وزير النفط بجنوب السودان ستيفن ديو داو الصحفيين بعد عودته من أديس أبابا أن هناك بعض العوائق الفنية أمام استئناف انتاج النفط. وقال "نفترض أننا سنستأنف (الانتاج) في أقرب وقت." وأضاف أن استئناف الانتاج سيستغرق ثلاثة أسابيع على أقصى تقدير وسيصل لمرفأ التصدير في بورسودان فيما لا يتجاوز الأسبوع. وقال داو إن تقييما فنيا للمنشآت النفطية يظهر أن جنوب السودان سيستأنف انتاج النفط عند 80 بالمئة من مستويات ما قبل الاغلاق. وفي الخرطوم أبلغ عوض عبد الفتاح وكيل وزارة النفط السودانية رويترز أن الأوامر صدرت لشركات النفط للاستعداد لاستقبال النفط الجنوبي. وقال إنه يتوقع ألا يقل معدل تدفق الخام عن 160 ألف برميل يوميا في بادئ الأمر. واتفق خصما الحرب الأهلية السابقان أثناء المحادثات في أديس أبابا يوم الجمعة على إصدار أوامر في غضون أسبوع الي قواتهما للانسحاب من منطقة حدودية منزوعة السلاح لتخفيف التوترات وفتح الطريق أمام استئناف صادرات النفط. وقال متحدث باسم القوات المسلحة في جوبا يوم الاثنين إن رئيس جنوب السودان أصدر تلك الأوامر بالفعل. ويستهدف الجدول الزمني الانتهاء من إعادة نشر القوات في المنطقة الحدودية بحلول الخامس من ابريل نيسان وأن يشكل البلدان لجنة مشتركة بحلول السابع عشر من الشهر الجاري لترسيم الحدود. ولم يحدد الاتفاق تاريخا لتقرير الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها وهي محور التوتر المستمر بين الجانبين لكنه نص على تشكيل إدارة ومجلس للمنطقة بحلول 17 مارس الجاري أيضا. ومن المقرر أن يجتمع وزيرا داخلية البلدين في نفس التاريخ لبحث سبل فتح المعابر الحدودية وتسهيل حركة المواطنين بين البلدين حسبما ذكرت وكالة الأنباء السودانية. واتهم جنوب السودان الخرطوم بمنع التجارة عبر الحدود التي تمتد لمسافة ألفي كيلومتر قبل الانفصال. ونص الجدول الزمني على البدء على الفور في تيسير حركة الناس والسلع والخدمات عبر الحدود. وقال سامسون واسارا أستاذ العلوم السياسية في جامعة جوبا إن الاتفاق نتيجة فيما يبدو للضغوط المتزايدة على الجانبين منذ وقف انتاج النفط بالجنوب. وأضاف "اعتقد أن الطرفين يتفقان هذه المرة تحت ضغط دبلوماسي وتحت ضغط اقتصادي أيضا وكذلك ضغط الوضع السياسي المحلي." وبعد أن وصلا إلى شفا حرب شاملة في ابريل نيسان أثناء أسوأ اشتباكات حدودية منذ انفصالهما اتفق البلدان في سبتمبر أيلول على انشاء المنطقة العازلة لكنهما لم ينفذاها. وقتل حوالي مليوني شخص في ثلاثة عقود من الحرب الأهلية بين شمال وجنوب السودان والتي انتهت باتفاق سلام في 2005 مهد الطريق لانفصال الجنوب. (إعداد محمود عبد الجواد للنشرة العربية)