وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الجمعة الى تركيا في زيارة يهيمن عليها الملف السوري بعد اعلان واشنطن عن مساعدات جديدة للمعارضة والتمرد السوريين، وتشوشها تصريحات رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي وصف الصهيونية بانها جريمة ضد الانسانية. ومن المقرر ان يتباحث في المحطة التركية من اول جولة دولية له، مع نظيره التركي احمد داود اوغلو ورئيس الحكومة رجب طيب اردوغان ثم الرئيس عبد الله غل. لكن يتوقع ان تتناول الزيارة ايضا تدهور العلاقات بين تركيا واسرائيل حليفي واشنطن خصوصا مع تصريحات اردوغان التي ساوى فيها بين الصهيونية والفاشية. وكان اردوغان قال الاربعاء اثناء اجتماع للامم المتحدة في فيينا "كما هو الشان بالنسبة للصهيونية ومعاداة السامية والفاشية، اصبح يتعين اليوم اعتبار كراهية الاسلام جريمة ضد الانسانية". وقال مسؤول اميركي لدى وصول كيري الى تركيا ان كيري سيندد لدى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بتصريحه الذي وصف فيه الصهيونية بانها جريمة ضد الانسانية. واوضح المسؤول في تصريحات صحافية "بالتاكيد نحن نختلف تماما مع هذه الفكرة . لقد نشرنا تصريحا من واشنطن يعتبر بوضوح ان تلك التصريحات مسيئة وخاطئة. انا على يقين ان وزير الخارجية سيقول ذلك مباشرة لرئيس الوزراء بعد ظهر اليوم". واردوغان معتاد على الادلاء بتصريحات قوية تنتقد السياسة الاسرائيلية التي اصبحت في السنوات الاخيرة احد الاهداف المفضلة لغضبه. وفي منتدى في كانون الثاني/يناير 2009 وفي رد فعل على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، خاطب اردوغان شيمون بيريز مباشرة قائلا "حين يتعلق الامر بالقتل فانتم تعرفون جيدا كيف تقتلون". وتدهورت العلاقات اكثر اثر هجوم كومندس اسرائيلي في 2010 على سفينة مساعدة انسانية كانت متجهة الى قطاع غزة وقتل فيه تسعة اتراك، وندد حينها اردوغان ب "ارهاب الدولة" الذي تمارسه اسرائيل. في الرسائل الدبلوماسية التي نشرها في تشرين الثاني/نوفمبر 2010 موقع ويكيليكس، قال دبلوماسيون اميركيون "ببساطة اردوغان يكره اسرائيل". وهناك مسائل اخرى تشوش العلاقات التركية الاميركية مثل بيع الذهب التركي لايران رغم العقوبات الدولية لطهران بشان برنامجها النووي، اضافة الى احترام حقوق الانسان. وندد السفير الاميركي في تركيا فرنسيس ريسياردون في الاونة الاخيرة بعمليات الاحتجاز المطولة لعسكريين وصحافيين ونواب اتهموا بالتخطيط لانقلاب، وهو ما اثار غضب السلطات التركية. في المقابل المواقف متقاربة بين انقرةوواشنطن بشان سوريا. ويؤيد القادة الاتراك بوضوح المعارضة السورية وتستقبل نحو 200 الف لاجىء سوري باراضيها. وكما فعلت المانيا وهولندا نشرت الولاياتالمتحدة على الاراضي التركية، بغطاء من الحلف الاطلسي، بطاريتي صواريخ اعتراضية ارض-جو من نوع باتريوت مخصصة لحماية تركيا في حال استهدافها بصواريخ من سوريا. كما يتوقع ان يستغل كيري زيارته لحليفه التركي للتعبير عن الدعم لتصديه للارهاب بعد شهر من الاعتداء الانتحاري الذي استهدف السفارة الاميركية في انقرة. وقتل حارس تركي للمبنى في الهجوم الذي تبنته مجموعة تركية محظورة من اقصى اليسار.