حذرت كوريا الشمالية الثلاثاء من ان التجربة النووية التي قامت بها صباحا "ليست سوى مرحلة اولى" وانها ستقوم باعمال "اقوى" اذا تم فرض عقوبات عليها. وقالت وزارة الدفاع الكورية الشمالية في بيان نشرته وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان "التجربة الاخيرة لم تكن سوى التحرك الاول الذي قمنا به باكبر قدر من ضبط النفس". واضافت الوزارة "اذا قامت الولاياتالمتحدة بتعقيد الوضع عبر عدائيتها المستمرة، فلن يكون امامنا من خيار سوى القيام بعمل ثان او حتى ثالث او سلسلة اعمال". واعلنت وكالة الانباء المركزية الكورية الرسمية انه "تم اجراء تجربة نووية ثالثة بنجاح" موضحة ان "هذه التجربة النووية العالية المستوى اتسمت خلافا للتجربتين الماضيتين بقوة تفجير اكبر واستخدمت قنبلة مصغرة اقل وزنا". وسيعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا طارئا الثلاثاء عند الساعة 9,00 (14,00 ت.غ) لبحث طريقة الرد على هذه التجربة التي تخالف قرارات الاممالمتحدة. ومن المتوقع ان تفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية. وسبق ان فرضت عدة عقوبات منذ سنوات على كوريا الشمالية بسبب برامجها النووي والبالستية في اطار متعدد الاطراف من جانب الاممالمتحدة او احادي تقرره كل دولة على حدة. ودان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون التجربة النووية معتبرا انها "مزعزعة للاستقرار بشكل كبير" وتشكل "انتهاكا واضحا وخطيرا لقرارات مجلس الامن"، بحسب ما نقل عنه المتحدث باسمه مارتن نسيركي. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما ان التجربة النووية "عمل استفزازي.. لا يجعل كوريا الشمالية اكثر امانا" داعيا الى تحرك دولي "سريع" و"ذي صدقية" ردا عليها. واعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان التجربة النووية لكوريا الشمالية يجب ان تحظى ب"رد مناسب" من قبل مجلس الامن. واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان "فرنسا ستدعم تحركا صارما في مجلس الامن الدولي". كذلك انتقدت البلدان المجاوران لكوريا الشمالية، اليابان وكوريا الجنوبية، التجربة. واعربت الصين ن "معارضتها الشديدة" للتجربة واعلنت وزارة الخارجية في بيان ان "جمهورية كوريا (الشمالية) الديمقراطية الشعبية قامت بتجربة نووية جديدة رغم معارضة كامل المجتمع الدولي" بدون استعمال كلمة "ادانة". اما ايران فانتقدت التجربة واعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست "علينا ان نصل الى نقطة لا تملك فيها اي دولة السلاح الذري وتدمر فيها كل الاسلحة النووية واسلحة الدمار الشامل، وان يكون في الوقت نفسه لكل البلدان الحق في استعمال الطاقة النووية سلميا". وقال دبلوماسي في الاممالمتحدة ان بكين وموسكو وواشنطن تشاورت منذ بضعة ايام و"ستتفق بشكل سريع على وجوب القيام بتحرك حازم". واستخدام قنبلة مصغرة يثير مخاوف القوى الكبرى لانه يشير الى ان بيونغ يانغ باتت تمتلك التكنولوجيا المتطورة التي تسمح لها بصنع قنبلة صغيرة الحجم بحيث يمكن تثبيتها على راس صاروخ. وكان الغموض لا يزال حتى الان يخيم على قدرة النظام الشيوعي على تطوير رأس نووية لصاروخ بعيد المدى. وفي حال كانت بيونغ يانغ توصلت فعليا الى صنع قنبلة مصغرة، فهذا سيحدث تغييرا جذريا في الوضع، لا سيما بعدما نجحت في مطلع كانون الاول/ديسمبر في ارسال صاروخ الى الفضاء، ما اشار الى تقدم كبير في سيطرتها على التكنولوجيا البالستية. وقدرت سيول ما بين 6 و7 كيلوطن قوة الانفجار الذي نتج عن التجربة النووية في شمال شرق كوريا الشمالية، مقابل كيلوطن واحد لتجربة العام 2006 وما بين 2 و5 كيلوطن لتجربة العام 2009. اما القنبلة الذرية التي القاها الاميركيون على هيروشيما، فبلغت قوتها 15 كيلوطن. ورات منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية التي تتخذ مقرا لها في فيينا ان التجربة النووية تشكل "تهديدا فاضحا للسلام والامن الدوليين". واوضحت كوريا الشمالية ان "التجربة النووية جرت في اطار تدابير تهدف الى حماية امننا القومي وسيادتنا من العداء المتواصل من جانب الولاياتالمتحدة التي انتهكت حق جمهوريتنا في القيام بعمليات سلمية لاطلاق اقمار صناعية". واشار المحللون الى ان التجربة جرت قبل ساعات من خطاب اوباما حول حال الاتحاد. وقال ماساو اوكونوغي الاستاذ في جامعة كيو في اليابان ان "تكتيك (كوريا الشمالية) يقضي باثارة وضع ازمة وحض الاسرة الدولية على التفاوض معها". وتابع ان الشمال "لن يتوقف عند هذا الحد بالتاكيد وسيجعل هذه الازمة النووية تستمر حتى تموز/يوليو عند احتفال واشنطن بالذكرى الستين لوقف اطلاق النار في الحرب الكورية (1950-1953). وراى ان بيونغ يانغ تسعى لتحويل اتفاق وقف اطلاق النار الى معاهدة سلام لم يتم التوصل اليها منذ ستين عاما. ووقعت الهزة الناتجة عن التجربة والتي قدرت قوتها بين 4,9 و5,1 درجات في الساعة 11,57 (2,57 تغ) ومركزها في منطقة كيلجو (شمال شرق) حيث موقع بونغيي-ري الذي يستخدمه الشمال تجاربه النووية.