رفض يائير لابيد رئيس حزب "يش عتيد" الوسطي الاسرائيلي الذي حقق اختراقا انتخابيا كبيرا، الاربعاء المشاركة في جبهة مشتركة تضم المعارضة اليسارية والوسطية ضد استمرار رئيس الوزراء المنتهية ولايته بنيامين نتانياهو في منصبه، الا ان التحالف المحتمل بين الرجلين قد يترنح امام الخلاف بشأن القضية الفلسطينية وايران. وقال لابيد في مداخلة مقتضبة غداة الانتخابات التشريعية الاسرائيلية "سمعت كلاما عن كتلة (مناهضة لنتانياهو)، اقترح سحب هذه القضية من التداول. لن يكون هناك كتلة، هذا الامر لن يحصل". وبذلك يعلن لابيد بوضوح نيته التحالف مع نتانياهو في الحكومة المقبلة. كذلك اعرب زعيم حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل) عن "سروره لسماعه رئيس الوزراء يتبنى كل ما نقوله منذ سنة حول المساواة وضرورة حماية الطبقات الوسطى من خلال مساعدتها في مجال الاسكان والتعليم". واضاف لابيد الذي جعل من الدفاع عن الطبقات الوسطى الموضوع الرئيسي في حملته الانتخابية ان "نتيجة الانتخابات واضحة: يجب العمل معا". وقد حصل كل من تكتل اليمين بقيادة ليكود واسرائيل بيتنا، التشكيل الذي يتزعمه نتانياهو، وتكتل احزاب اليسار الوسط على 60 مقعدا بعد فرز 99,5% من بطاقات الاقتراع بحسب الارقام التي اعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية الاربعاء. وكان بنيامين نتانياهو الذي اضعفته الانتخابات التشريعية الثلاثاء في اسرائيل مد اليد لزعيم الوسط يائير لابيد ووعد باعطاء الاولوية للشأن الاجتماعي كما قد يضطر الى تقديم تنازلات في المسألة الفلسطينية. وقال نتانياهو الذي يعتبر الخيار الاول لرئاسة الحكومة المقبلة ان "الاسرائيليين يريدون مني تشكيل حكومة ستسرع وتيرة ثلاثة تغييرات كبرى في السياسة الداخلية: مزيد من المساواة، مساكن اقل كلفة، وتغييرات في وسائل الحكم". واوضح في كلمة مقتضبة انه سيركز في اثناء المشاورات مع الاحزاب الاخرى لتشكيل الحكومة المقبلة "على هذه المبادىء الثلاثة". وتابع "نريد اوسع حكومة ممكنة لتنفيذ هذه التغييرات الثلاثة لصالح شعب اسرائيل". وتتطابق اولويات نتانياهو الثلاث مع الخطوط العريضة لبرنامج لابيد، الصحافي السابق الذي احرز مفاجأة في استحقاق الثلاثاء وجعل من حزبه "يش عتيد" (هناك مستقبل) الوسطي الذي تأسس قبل اقل من عام الحزب الثاني في البرلمان الجديد بعد فوزه ب19 مقعدا. وبات لابيد في موقع الشريك المحتمل في تشكيل اكثرية برلمانية، وهو يسعى الى تجنيد الشباب المتشددين دينيا في الجيش كون غالبيتهم تتمتع حاليا باعفاء من الخدمة الالزامية. وهو يصور نفسه حاملا لواء الطبقات الوسطى ويطالب بتحسين توزيع "العبء" المالي وباصلاحات لتخفيض بدلات السكن. وبحسب وسائل اعلام اسرائيلية عدة، فان نتانياهو قد يعرض على لابيد حقيبة وزارة الخارجية. وكتب المحلل يوسي فيرتير في صحيفة هارتس "لن تكون هناك حكومة معقولة -- بمعنى ان يقودها نتانياهو دون ان تصبح منبوذة دوليا- بدون لابيد. لهذا اصبح اللاعب الاكثر اهمية في النظام السياسي". وحصلت القائمة المشتركة لليكود برئاسة نتانياهو وحزب اسرائيل بيتنا برئاسة وزير خارجيته السابق افيغدور ليبرمان على 31 مقعدا مقابل 42 في الكنيست المنتهية ولايته، بحسب اللجنة الانتخابية. وفازت كتلتا اليمين ويسار الوسط في اسرائيل بعدد متساو من المقاعد في الكنيست، كما اعلنت اللجنة الانتخابية المركزية الاربعاء بعد فرز 99,5 بالمئة من الاصوات في الانتخابات التشريعية التي جرت الثلاثاء. وتعلن النتائج النهائية الخميس. ولابيد المبتدىء على الساحة الدولية يدعو الى احياء عملية السلام مع الفلسطينيين المعلقة منذ 2010 رافضا التنازلات بخصوص القدسالشرقيةالمحتلة. وقال مئير كوهين الذي يشغل المركز الرابع على لائحة الحزب "لن نجلس في حكومة لا تتفاوض مع الفلسطينيين". واعربت باريس الاربعاء عن املها في ان تباشر الحكومة الاسرائيلية المقبلة "بشكل سريع جدا" مفاوضات مع الفلسطينيين معتبرة ان 2013 يجب الا تكون "سنة فارغة بالنسبة للسلام"، فيما ذكرت واشنطن بتمسكها بحل دولتين. لكن الفلسطينيين ما زالوا متشائمين حيال استئناف المفاوضات. وقالت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي "لا اتوقع نشوء ائتلاف للسلام او معسكر للسلام" في اسرائيل، مشيرة الى ان "فرص السلام لن تزيد فجأة بشكل كبير". كذلك هدد وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي مجددا الاربعاء، غداة الانتخابات التشريعية في اسرائيل، باللجوء الى المحكمة الجنائية الدولية لاجبار الدولة العبرية على التخلي عن المشاريع الاستيطانية في الضفة الغربيةالمحتلة. وصرح المالكي للصحافيين بعد مشاركته في مناقشة للوضع في الشرق الاوسط في مجلس الامن الدولي "اذا طبقت اسرائيل مشروعها +اي وان+ ومشاريعها الاخرى حول القدس فسنلجأ الى المحكمة الجنائية الدولية، لا خيار امامنا". وفي واشنطن، هنأ البيت الابيض "الشعب الاسرائيلي" بالانتخابات التشريعية معلنا ان الرئيس الاميركي سيتصل قريبا بنتانياهو المتوقع بقاؤه في السلطة.