واصل الاعلام السوري الاثنين انتقاده للمبعوث العربي والدولي الاخضر الابراهيمي، واصفا اياه ب"السائح المعمر" الذي "تصفر يداه من اي انجاز" بعد مرور اشهر على تكليفه بحل الازمة السورية. وجاء ذلك غداة كشف صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات ما جرى في الاجتماع الاخير بين الابراهيمي والرئيس السوري بشار الاسد وفيه ان هذا الاخير أنهى الاجتماع بعد ان "تجرأ" موفد جامعة الدول العربية والامم المتحدة على سؤاله عن مسالة الترشح الى الانتخابات الرئاسية العام 2014. وكتبت صحيفة "الثورة" الحكومية في عددها الصادر الاثنين "لا يشبه الأخضر الابراهيمي في مهمته كمبعوث أممي للأزمة في سوريا سوى سائح معمر حظي برحلة ترفيهية حول عواصم العالم". واضافت "اما أن يكون الإبراهيمي قد حمل مهمته على محمل الجد والضمير.. فهذا ما بات اليوم موضع تساؤل وتندر.. خاصة أن يدي المبعوث تصفران من أي إنجاز بعد جرد لما يقارب العام من عمر مهمته إن لم تتلطخا بمحاولات إفشال الحلول السياسية المساهمة في الخروج من الأزمة في سوريا". وقالت الثورة "اذا كان السلف كوفي عنان قد وضع خطة بست نقاط، فان الخلف الأخضر يحاول مسح أي نقطة في ورقة الحل السياسي ملوحا بأزمة دولية جديدة تتحول فيها مهمة المبعوثين الدوليين الى أداة ومطية بيد أطراف دولية". ورأت الصحيفة ان الابراهيمي "خرج عن مهمته ومنطقه وأمنيات السوريين"، مضيفة "ان لم يكن لديه خطة للحل فليدع السوريين يخطون مستقبلهم بأيديهم أو على الأقل ألا يعرقل حلولهم". وكان الابراهيمي وصف طرح الرئيس السوري بشار الاسد للحل السياسي بانه "اكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة"، داعيا اياه الى "ان يؤدي دورا قياديا في التجاوب مع تطلعات شعبه بدلا من مقاومتها"، ما اثار حفيظة دمشق التي اعتبرت ان تصريحاته تظهر انحيازه "بشكل سافر". ويقوم طرح الاسد على ان توجه الحكومة الحالية دعوة الى مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، قبل تشكيل حكومة جديدة واجراء انتخابات برلمانية. ولم يتطرق الى احتمال تنحيه عن السلطة، وهو مطلب المعارضة والعديد من الدول الغربية. واعتبرت صحيفة "الوطن" الاثنين ان تصريحات الابراهيمي "ألقت الكثير من إشارات الاستفهام على دوره ووظيفته"، واصفة اياها بال"المشبوهة". وكانت الوطن نقلت الاحد عن مصادر موثوقة ان الابراهيمي "تجرأ في آخر لقاء مع الرئيس الأسد ليسأل عن مسألة الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهو السؤال الأهم بالنسبة للابراهيمي وللدول التي تقف خلفه، فكان رد الرئيس +ان آخر ما يهمه المناصب لكن أول شيء يهمه هو رغبة الشعب ومصلحة البلد+". واضاف الاسد "+لست قبطان السفينة التي عندما يشعر بأنها بدأت تهتز يهرب منها+. وأنهى الرئيس الأسد الاجتماع الثنائي"، بحسب الوطن. وقالت الصحيفة "الرجل بات مكشوفا لدى الرئيس الأسد وتصرفاته متوقعة"، مشيرة الى ان الابراهيمي "كذب خلال زيارته الى موسكو" بعد دمشق، وفي اجتماع جنيف (الاميركي الروسي مع الابراهيمي)، ما استدعى ردا روسيا صارما وقاسيا". وانتقدت صحيفة "البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم الاثنين ايضا الابراهيمي الذي لم يشر الى "قرار الشعب السوري المستقل، لكنه يحدد في الوقت ذاته لهذا الشعب، من يشارك ومن لا يشارك في الحل". واشارت الصحيفة الى الزيارات التي قام بها المبعوث المشترك الى سوريا والتي "لم نسمع خلالها أنه أجرى استطلاعا ما للرأي (...) أو زار محافظات أخرى ليطلع على آراء شرائح مختلفة من الشعب". ولفتت الى ان الابراهيمي اكتفى "بأصدقاء (السفير الاميركي في دمشق) روبرت فورد في الداخل والخارج" لحل الازمة السورية التي اودت بحياة 60 الف شخص منذ اندلاعها في منتصف اذار /مارس 2011.