اعتبرت دمشق اليوم الاربعاء ان تصريحات الموفد الدولي الاخضر الابراهيمي التي انتقد فيها طرح الحل المقدم من الرئيس السوري بشار الاسد، تظهر انحيازه "بشكل سافر"، بحسب ما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية. ونقلت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر مسؤول في الوزارة قوله ان "سوريا تستغرب بشدة ما صرح به الاخضر الابراهيمي لخروجه عن جوهر مهمته، واظهاره بشكل سافر انحيازه لمواقف اوساط معروفة بتآمرها على سوريا والشعب السوري والتي لم تقرأ البرنامج السياسي لحل الازمة في سوريا بشكل موضوعي". واعتبر الابراهيمي الاربعاء ان طرح الاسد "ليس مختلفا في الواقع (عن الطروحات السابقة)، ولعله اكثر فئوية وانحيازا لجهة واحدة". وقدم الاسد في خطاب مباشر الاحد "حلا سياسيا" للازمة يقوم على ان توجه الحكومة الحالية دعوة الى مؤتمر وطني يصدر عنه ميثاق وطني يطرح على الاستفتاء، قبل تشكيل حكومة جديدة واجراء انتخابات برلمانية. ولم يتطرق الاسد الى احتمال التنحي، وهو مطلب المعارضة والعديد من الدول الغربية. ووجهت الصحف السورية القريبة من النظام صباح اليوم انتقادات لاذعة للابراهيمي للمرة الاولى منذ تعيينه موفدا دوليا الى سوريا في الصيف الماضي. وتحت عنوان "المبعوث الاممي يخلع عن نفسه... ثوب الحياد ويكشف عورته السياسية"، قالت صحيفة "الوطن" ان الابراهيمي نزع "قناع النزاهة والحيادية الذي ارتداه منذ تعيينه خلفا لكوفي عنان، وكشف عن وجهه الحقيقي الذي يرى الأزمة السورية بعين واحدة تلائم أسياده". واضافت ان الموفد "فضح نفسه"، و"تبين انه ليس الا أداة لتنفيذ سياسة بعض الدول الغربية والإقليمية تجاه سوريا". وتأتي الانتقادات السورية للابراهيمي عشية اجتماع ثلاثي في جنيف يضمه الى مساعد وزير الخارجية الاميركية وليام بيرنز ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، يخصص للبحث في الجهود الدبلوماسية لحل الازمة السورية. وكان الابراهيمي زار دمشق في نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي والتقى الاسد، واعلن بعد الزيارة ان لديه مقترحا قد يحظى بتوافق دولي يقوم على تشكيل حكومة انتقالية في سوريا لحين اجراء انتخابات برلمانية او رئاسية.